"الله يبارك فيكم،الحمد لله على كل حال" .ترددت هذه الجملة مرات عديدة عبر أثير المكالمة الهاتفية التي أجرتها "الأحداث المغربية"، من أجل الإطمئنان على الحالة الصحية للفنان الطاهر الرابولي الذي يمر من مرحلة صحية محرجة بمصحة ابن رشد بسلا، تحت إشراف الدكتور بن عطية. بالكاد كان يحاول التواصل معنا،وكان يجد صعوبة في إيصال رسالته إلى جمهوره وإلى المسؤولين.
ويعاني الفنان الطاهر الرابولي،حسب تصريح ابنه يونس من تأثير تغيير الأدوية على شرايينه،مما أدى إلى تجفف الأمعاء،الشيء الذي استدعى نقله على وجه الإستعجال من مستشفى ابن سينا يوم 14/1/2017 إلى مصحة ابن رشد،رغم ضعف الإمكانات المادية،خاصة أن الأمر يستدعي إخضاعه لعمليات " الدياليز"،التي تتطلب مصاريف مالية إضافية،في غياب واضح للمسؤولين على الشأن الثقافي والموسيقي على الخصوص. وبدأ الفنان الطاهر الرابولي مشواره الموسيقي بداية الخمسينات مع محمد بن عبد السلام كعازف كمان في جوق سمي أنذاك بجوق التقدم السلاوي.في سنة 1957 إلتحق بجوق المتنوعات التابع للإذاعة الوطنية الذي كان يترأسه أول الأمر محمد بنعبد السلام ثم أحمد الشجعي سنة 1959 تم تأسيس الجوق الوطني فكان أحد أفراد ه العازفين الممتازين. سنة 1975 وبمناسبة المسيرة الخضراء، سيبدع الفنان الطاهر الرابولي لحنا خالدا، لأغنية "شفنا فيك الخير يا الحسن بمجهودك لكبير للوطن"، تغنى بها الجميع.وهي من كلمات مصطفى الريكع ،وعزف الجوق الوطني،وغناء المجموعة الصوتية التابعة للجوق الوطني ومجموعة من المطربين المغاربة ،لتكون انطلاقة الأستاذ الطاهر الرابولي كملحن، غنى له مجموعة كبيرة من الفنانين والفنانات، اسماعيل أحمد وعبد الواحد التطواني وأمال عبد القادر ومحمد علي وعماد الكبير وغيرهم. سنة 1979 سيعين الأستاذ الطاهر الرابولي محافظا عاما على الجوق الوطني الذي كان يضم أمهر العازفين الكبار الذين مروا عبر تاريخ الأغنية المغربية ،مثل صلاح الشرقي وحميد بنبراهيم وعمر الطنطاوي وعازف الكمان محمد السميرس وعبد العزيز الإدريسي وسلام الحجوي ومصطفى الحريري و الجيلالي بلمهدي وأحمد ميسور و أحمد القصباوي ومحمد العامري ومحمد كرم وعبد الله الإدريسي و ابراهيم القادري والهادي بركام. كان يعتبر حينها الرجل الثالث بالجوق الوطني بعد أحمد البيضاوي وعبد القادر الراشدي، ومثل المغرب بالجوق الوطني في جل الدول العربية و الأوروبية في عز وهج الأغنية المغربية.