نحن قطعنا علاقاتنا مع إيران، لأنها تمول حزب الله الذي يدرب ميليشيات البوليساريو، والجزائر غاضبة وتشعر بحنق شديد لأن المغرب قال لها « لن نقطع معك العلاقات أنت بالتحديد لأنك من الناحية الجغرافية جارة تشاركيننا الحدود، ولأنك من الناحية الإنسانية جارة تشاركيننا نفس الشعب، ولأنك من الناحية السياسية جارة تشاركيننا نفس الرهانات وإن بعت نفسك للشيطان ولحزب الشيطان وليس لإيران فقط ». موقف الجزائر الرسمي مرة أخرى أضحك الجميع وأبكى الكل، ذلك الضحك الذي يشبه البكاء الذي تحدث عنه المتنبي قبل الوقت بوقت طويل، لأنه فتح أعيننا جميعا مجددا على أن الجزائر يقودها الهذيان نحو الفناء، وهي دولة على رأسها رجل فاقد لقدراته الصحية - شافاه الله وعجل له بالفرج - لكن على رأسها أيضا جنرالات متنفذون من سنوات الستينيات من القرن الماضي لازالوا غير قادرين على تحمل مسؤولياتهم في مساندة كيان انفصالي خلقوه لنا على المقاس، وسلحوه ومولوه ودعموه وأمضوا حياتهم كلها يحاولون إقناع الشعب الجزائري - دون جدوى - أن معكة هذا الكيان تهمه، وفي النهاية وهم اليوم إما على فراش المرض أو الموت أو التقاعد الضروري اكتشفوا أن صبر المغرب عليهم قد أدى نتيجته وزيادة، وأن المملكة أقنعت الجميع - سواء كانوا قربنا أم بعيدين عنا - أن الرهان الفعلي هو على الجدية وعلى حسن الجوار وعلى احترام الشؤون الداخلية للدول الأخرى وعلى محاربة الإرهاب انفصاليا كان أم دينيا أم غيره. نحس بشفقة كبير كلما طالعنا حال الجارة، ونعرف أن شعبها يحس بنفس الشفقة ويتمنى لو أتيحت له الفرصة لكي يقولها لمتنفذيه لكنه لايجد وسيلة لذلك يصبر ويصابر وينتظر دورة الزمن البيولوجية التي ستنهي هذا الصراع وسيصبح فقط حكاية حزينة ومحزنة من الماضي السحيق