ستتجه كل انظار محبي كرة القدم صوب ملعب الميستايا الذي سيشهد فصلاً آخر من فصول الكلاسيكو الكروي الأكثر عراقة وتشويقاً ومتابعة في العالم. عملاقي المستديرة الإسبانيين ريال مدريد و إف س برشلونة سيتصارعان مساء اليوم إبتداءً من الساعة السابعة والنصف بتوقيت جرينيتش (السادسة والنصف بتوقيت المغرب) على لقب كأس الملك؛ لقب تجعل منه مجموعة من الظروف التي تلم بالفريقين هذا الموسم أولوية كبرى، مما ينذر بموقعة كروية حامية الوطيس بين النادي الملكي وغريمه الأزلي الكاتالوني. فبرشلونة بعدما أقصي من دوري ابطال أوروبا (على نفس الملعب أي الميستايا أمام اتليتكو مدريد)، وبعد تعدد الإنتكاسات على مستوى الليجا والتي جعلته يتأخر بأربع نقاط كفارق عن المتصدر اتليتيكو مدريد، فإن إحراز لقب الكأس سيكون القشة التي قد يتمسك بها رفاق البرغوث الأرجنتيني ميسي لإنقاذ موسم أقل توهجاً من المواسم السابقة؛ ولو خسر هاته الكأس فستكون المرة الأولى التي يخرج فيها برشلونة خالي الوفاض منذ موسم 2008. مقابلة هذا المساء ستكون أيضاً فرصة لميسي الذي غاب في كل المواعيد الأخيرة للبارصا، رغم أنه كان على أرضية الميدان؛ وقد تعالت انتقادات محبي الفريق الكاتالوني تجاه النجم الأرجنتيني متهمة إياه بالتفكير في كأس العالم وإذخار الجهد من أجل الموعد العالمي المرتقب صيف العام الجاري بالبرازيل. في المقابل، فإن الريال وإن كان لا يزال منافساً على جبهتي الليغا (فارق 3 نقاط عن اتليتيكو المتصدر) ودوري ابطال أوروبا، فإنه يعلق امالاً كبيرة على إحراز لقب الكأس، و كسر نحس لازمه لمدة 593 يوماً لم تدخل فيها خزينة النادي الملكي أية القاب تذكر. كما أن المدرب الإيطالي انشيلوتي يريد قطف أولى ثمار مجهوده الذي بذله منذ توليه قيادة الفريق المدريدي. وإذا كان الجميع يلمس تحسناً وإستقراراً في أداء رفاق كاسياس هذا الموسم، فإن من الضروري ترجمة ذلك إلى القاب وإنجازات ملموسة. وتظل الغيابات المؤثرة تلقي بظلالها على كلاسيكو الليلة، على المستوى الهجومي بالنسبة لريال مدريد الذي سيحرم من خدمات نجمه الأول وهدافه الأكبر كريستيانو رونالدو إضافة إلى المهاجم الشاب خيسي، وعلى مستوى خط الدفاع بالنسبة لبرشلونة في ظل غياب بيكيه وإحتمال غياب بارترا كذلك بداعي الإصابة، على إعتبار أن غياب الحارس الأول فالديس لن يكون زع تأثير كبير لأنه أصلاً لا يشارك في بطولة الكأس. ورغم هاته الغيابات، فإن النجوم الحاضرين سيكونون على موعد لإبراز حضورهم ووضع بصماتهم على كلاسيكو الليلة، بدءًا من ميسي الذي سيسعى إلى التصالح مع جماهيره وإهداء اللقب الوحيد الذي يمكن الفوز به هذا الموسم، مروراً بغاريث بيل الذي يتوجب عليه أن يقود الفريق في غياب رونالدو وتأكيد احقيته بالمبلغ الكبير الذي دفعه الرئيس بيريس من أجل ضمه إلى صفوف النادي الملكي. وفي كل الأحوال، فإن الطابق الكروي سيكون حتماً دسماً للغاية وسيكون الفائز الأكبر هاته الليلة هو الليغا الإسبانية التي تبرهن مرة بعد أخرى أنها الرائدة عالمياً باحتضانها لأفضل اللاعبين وكذا أكبر الأندية.