إعتقلوا شابا إجتاز إمتحان للباكلوريا لأنه تعارك والعهدة على الراوي مع مدير المؤسسة، إعتقلوا الصحفي كمال قروع بتهم غير مفهومة لحد الساعة ، حاولوا إذلال الزميلين عبد الواحد الشامي وسليمان السباعي خلال المحاكمة التي تجري أطوارها، وفي المقابل أطلقوا سراح إبن بودهن رئيس المجلس العلمي للدريوش الذي قتل طفلة في ريعان شبابها، وأطلقوا سراح السائق الذي كاد أن يقتل الممرض بالمستشفى الحسني السيد بونصري في حادثة سير، وحولوا جناية محاولة القتل للاخوين الازرق إلى جنحة الضرب والجرح، كما أطلقوا سراح الاستاذ يوسف أشلحي المتهم بالتزوير بعد أن تم إعتقاله، ويتابعون ألاف النصابين والمجرمين في حالة سراح.
اليوم يظهر المسؤولون أنهم يحاولون التضييق على الزملاء الصحفيين، أولا عندما أغلقوا الباب في وجه جميع الصحفيين ويرفضون إستدعائهم عند حضور مسؤولي الدولة للاقليم، بعدها إنتهجوا سياسة تحريك المساطر القضائية ضد الزملاء، وآخرها إعتقال الصحفيين، كل هذا يأتي من أجل أن تخلوا الساحة من المزعجين في رأي المسؤولين، الذين يحشرون أنوافهم في المفات الفاسدة وينقلوا رائحة فسادها للرأي العام.
هؤلاء المسؤولين يريدون أن يعيدونا إلى سنوات مضت، والاصح أنهم يريدون الذهاب بنا إلى مستقبل مظلم عكس التوجهات الديمقراطية العالمية التي تمنع حرية التعبير مكانة عالية فيجميع النواميس، إلا مخيلة هؤلاء المسؤولين الذين نزعجهم في كوابيسهم فيريدون أن يتلخصوا منا الواحد تلو الاخر حتى تصبح الناظور بلا من يفضح "كروش لحرام" التي نهبت وتنهب أبناء الوطن.
إعتقال الزميل كمال قروع الذي نعلن تضامننا الكامل معه، هو مسمار آخر يدق في نعش المصالحة بين المواطنين والقضاء، لأن القضاء الذي يتوجب أن يكون مستقلا عليه أن يبني جسور الترابط بينه وبين المجتمع عبر مرآة الرأي العام، لا محاولة التضييق عليها وإعتقال العاملين في الحقل الاعلامي.
أكيد أن القضاء به أناس نزيهون يعملون بحكمة وينصاعون للقانون بحذافيره، لكن حبة فراولة فاسدة في علبة فواكه أكيد ستفسد العلبة بأكملها، وحين نفتح صندوق فواكه الناظور فلن نتحدث عن حبة الفراولة فقط لأنها أصبحت تظهر الصندوق بأكمله فاسدا.
أما عن الاعتقال فهو لا يخيف إلا الجبناء وإذا كنا سنعتقل لأننا نقول كلمة الحق ، فمرحبا وعنوان منزلي أكيد أنه لدى جميع الاجهزة التي تعرف أيضا مكان تواجد جميع المبحوث عنهم، فلن يضير الشاة سلخها بعد ذبحها، أما وقد ذبحتم فإسلخوا كما شئتم لكن لا تحاسبونا أن ظهرت على ملابسكم بعضا من دماءنا التي تتناثر، فللموت سكرات.