شكل موضوع " حقوق الانسان والجهوية المتقدمة " محور ندوة نظمتها فدرالية جمعيات المغاربة بإسبانيا أمس الجمعة ، بجامعة روفيرا إ بيرجيلي بمدينة تراغونا ( جنوبكاطالونيا) ، بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء. وقد أجمع المتدخلون في هذه اللقاء الذي شارك فيه عدد من الأساتذة الباحثين والطلبة الاسبان والمغاربة على أن الديمقراطية واحترام حقوق الانسان بمفهومها الواسع هو الأساس لإيجاد حلول لكل النزاعات التي تعرفها المنطقة . وقال السيد محمد عبد القادر مدير التعاون الدولي بوزارة التعليم والتكوين المهني ، إن المغرب تميز دائما عن بلدان المنطقة بديناميته السياسية والاقتصادية مما مكنه من تجاوز العديد من المطبات، مشيرا الى أن نظامه السياسي صلب وينبني على الثقة بين الملك والشعب. وأضاف أن هذا التلاحم بين الملك والشعب هو الذي مكن من طرح مقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، وبالتالي الاتجاه نحو تحقيق الرفاه الإجتماعي للسكان الصحراويين، وبالخصوص بالنسبة للأعداد الكبيرة التي ما زالت محتجزة في مخيمات تغيب فيها أبسط شروط حقوق الإنسان. أما السيد محمد الادريسي رئيس فدرالية جمعيات المغاربة بإسبانيا ، فأكد من جانبه أن إنهاء هذا الملف من الناحية السياسية، سيفتح المجال أمام التعاطي مع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية من خلال التدبير الجهوي لقضايا سكان الصحراء . وقال إن مقترح الحكم الذاتي مكن من إسقاط الجدار الذي كان يخفي حقيقة الجبهة الانفصالية ومدعميها الذين يرفضون في الواقع أي تسوية للنزاع ، على اعتبار أن هذا الاخير هو بمثابة "أصل تجاري" يحققون بفضله ثروات ضخمة على حساب بؤس الساكنة المحتجزة في تندوف فوق التراب الجزائري . من جهته ، أعرب الاستاذ جوسيب سانشيث سيرفيليو عميد كلية الاداب بجامعة روفيرا إ بيرجيلي عن أسفه لكون جامعته مقصرة في الابحاث المتعلقة بتاريخ المغرب المعاصر مشيرا أن بدأ منذ مدة في عملية توجيه طلبته لانجاز أطروحات دكتوراه حول الواقع المغربي والتطور السياسي والاجتماعي الذي يشهده المغرب ، وذلك لما يحتويه الواقع المغربي من دينامية ومن تأثير جد إيجابي على المنطقة بكاملها. وخلصت الندوة التي ساهم في تنشيطها هلال الحليمي وعائشة الكورجي نائبي رئيس الفدرالية ، الى أن مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية هو الحل الوحيد الذي من شأنه أن يغلق الباب أمام الدعوات الانفصالية الصادرة عن جبهة "البوليساريو" ومن يدعمها ، وأن احترام حقوق الانسان أمر ضروري لتحقيق السلم في المنطقة بكاملها .