أكد المشاركون في ندوة نظمت، اليوم الجمعة بالعيون، حول موضوع "التغيرات المناخية وسبل التصدي لآثارها"، أن التصدي للآثار السلبية للتغيرات المناخية ضرورة ملحة لحماية كوكب الأرض ومستقبل الأجيال الصاعدة. وأبرزوا خلال هذه الندوة، التي نظمتها مجموعة البحث والدراسات حول ساحل الصحراء، واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون - السمارة، بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة العيون - الساقية الحمراء، في إطار الملتقى الربيعي للتربية البيئية، أن التغيرات المناخية أصبحت واقعا ملموسا يفرض نفسه على البشرية قاطبة، وعلى كافة الفاعلين، من سياسيين واقتصاديين واجتماعيين وتربويين، لبلورة استراتيجية كونية شاملة، تنبثق عنها مخططات جهوية وإقليمية ومحلية لمواجهة تحديات هذه الظاهرة والتكيف مع تبعاتها. وذكر المشاركون في هذه الندوة، من بينهم أساتذة جامعيون وباحثون وحقوقيون وخبراء تربويون، أن أغلب الدراسات أكدت أن الأنشطة البشرية يترتب عنها ارتفاع مطرد ومتصاعد لدرجة حرارة الأرض وتزايد تردد الظواهر المناخية القصوى وحدتها وأخطارها، مبرزين أن التغيرات المناخية ستسفر عن نتائج وخيمة بيئيا وسوسيو- اقتصاديا في حالة التمادي في اللامبالاة. ودعوا إلى تظافر الجهود من أجل استشراف سبل تأقلم المجتمعات الإنسانية مع التغيرات المناخية، والعمل على إيجاد السبل القمينة للتصدي لها، مبرزين أن الدراسات المنجزة في هذا المجال تنذر بتفاقم ظاهرة التصحر التي أصبحت تشكل، منذ سنوات، تهديدا حقيقيا للإنسان وللمنظومات البيئية، ذلك أن الاستغلال المفرط للموارد من شأنه أن يخل، بشكل لا رجعة فيه، بالتوازن البيئي، بدءا بالموارد المائية التي ستؤدي ندرتها حتما إلى عرقلة النمو في المستقبل. وسجلوا أن المغرب، ووعيا منه بجسامة الرهانات وحدة المخاطر المحدقة بالبيئة، يسعى إلى بلورة استراتيجية ناجعة قصد التأقلم مع ظاهرة التغيرات المناخية واقتراح الحلول المناسبة لاستتباب الأمن المائي وتحقيق الأمن الغذائي وضمان الصحة للجميع والحفاظ على توازن المنظومات البيئية. من جهة أخرى، أكد المشاركون الدور الكبير الذي يمكن أن تسهم به التربية البيئية في مواجهة تغير المناخ، مشيرين إلى أن المدرسة والفاعل التربوي بشكل عام يمكن أن يضطلع ب دور مهم في تثبيت قيم احترام البيئة لدى المتعلمين، والتحسيس من أجل التأقلم مع التغيرات المناخية خصوصا من خلال أنشطة الحياة المدرسية. يشار إلى أن هذه الندوة، التي نظمت في إطار الملتقى الربيعي للتربية البيئية، المنظم بالعيون من 21 إلى 26 مارس الجاري، تحت شعار "المناخ يتغير .. فلنستعد حقوقيا واقتصاديا وإعلاميا وتربويا"، قاربت عدة محاور من بينها، على الخصوص، "قراءة في مخرجات قمة باريس (كوب 21) حول التغيرات المناخية" و"دور التربية والتواصل والإعلام في الحد من التأثيرات المناخية" و"تأثيرات تغير المناخ على الصحة واستراتيجيات تكيف النظم الصحية بالمنطقة العربية" و"حقوق الإنسان في ظل التغيرات المناخية" و"دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في حماية البيئة" و"أهمية مشروع الطاقة الريحية في مكافحة التغيرات المناخية".