تفاجأت الأطر العليا المعطلة زوال أمس الأربعاء بوجود إنزال أمني مكثف وغير مسبوق بساحة البريد وسط العاصمة الرباط في الوقت الذي كانت تهم فيه بتنظيم مسيرة احتجاجية سلمية ، حيث قامت قوات الأمن بتفريقها ووأد كل محاولة لتجمهرها . ويذكر أن العناصر الأمنية فرضت خلال تلك الفترة الزمنية حظر التجمهر بالساحة المذكورة كما بالساحات العمومية المجاورة لها ، وهو ما جعل المعطلين من حاملي الشهادات العليا المنضوين تحت لواء التنسيقيات الموقعة على محضر 20 يوليوز يتوزعون فرادى ومثنى وثلاث بعد أن غيروا وجهة حراكهم السلمي واتجهوا نحو المجلس الوطني لحقوق الإنسان أملا في تنظيم وقفة احتجاجية قبالته. غير أنهم فوجئوا بوجود قوات الأمن بمختلف أطيافها وتلاوينها وقد انتشرت في مختلف جنبات المكان المقصود ، حيث لم يفلحوا في تفعيل اعتصامهم السلمي ، إذ أنهم بمجرد اقترابهم من مقر المجلس المذكور اعترضت سبيلهم قوات الأمن التي كانت مدججة بالعصي والهراوات ، فشرعت في تعقبهم و مطاردتهم ما خلق حالة من الكر والفر و الذعر والهلع في صفوف الأطر العليا المعطلة كما في صفوف الغادين والرائحين الذين تصادف وجودهم بالمكان المذكور . ويشار إلى أن عملية المطاردة استمرت لأكثر من ساعتين وشملت مختلف الشوارع والأزقة المجاورة لساحة البريد كما خلفت العديد من الإصابات كان أخطرها إصابة إطارين من معطلي " المحضر" إصابة خطيرة نقلا على إثرها بشكل مستعجل على متن سيارة الإسعاف إلى المستشفى قصد تلقي العلاج ، كما تم خلال تلك العملية اعتقال مجموعة من المعطلين الذين تم الزج بهم داخل سيارات الأمن ليطلق سراحهم فيما بعد. إلى ذلك استأنف معطلو " المحضر " حراكهم السلمي صباح يوم الخميس حيث نظموا مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة البريد وجابت بعض الشوارع الرئيسية حتى وصلت إلى مقر ولاية الرباط حيث نظم المشاركون فيها وقفة احتجاجية رددوا خلالها شعارات وهتافات قوية ضد حكومة بنكيران . ويشار إلى أن مسيرة صباح الخميس واكبها إنزال أمني مكثف وانتهت بعملية مطاردة و كر وفر . وحري بالذكر أن أن حالة الإحتقان والغليان التي تعيشها الأطر العليا المعطلة الموقعة على محضر 20 يوليوز مردها إلى تمادي حكومة بنكيران في تبني سياسة التجاهل واللامبالاة في التعاطي مع ملفها ، وهو ما يزيد أوضاعها تأزما واحتجاجاتها تأججا.
