علقت السعودية محادثات التطبيع مع إسرائيل على خلفية الحرب الدائرة بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة، على ما أفاد مصدر مقرب من الحكومة السعودية السبت وكالة الأنباء الفرنسية. وقال المسؤول المطلع على المفاوضات إن "المملكة العربية السعودية قررت تعليق المحادثات حول التطبيع المحتمل (مع إسرائيل) وأبلغت ذلك للمسؤولين الأمريكيين" الذين يقومون برعاية المباحثات. وكانت السعودية قطعت شوطا كبيرا في مفاوضات مستمرة منذ أشهر للتوصل إلى تطبيع تاريخي مع الدولة العبرية برعاية أمريكية. وجاء الهجوم المباغت وغير المسبوق الذي شنّه مقاتلو حركة حماس على إسرائيل السبت الماضي وما تلاه من ضربات إسرائيلية مكثفة على قطاع غزة ليُعقّد الإعلان عن تطبيع مرتقب. ومذاك، نددت السعودية في عدة بيانات بالسياسة الإسرائيلية التي أدت لاندلاع المواجهة. وأكدت الرياض في أول رد فعل لها على هجوم حماس أنه "نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته". وأكدت الجمعة رفضها دعوات "التهجير القسري" للفلسطينيين من قطاع غزة ونددت باستمرار استهداف إسرائيل "للمدنيين العزّل"، في بيان هو الأشد لهجة منذ اندلاع الحرب. وقبل هجوم حركة حماس، كانت السعودية وإسرائيل قريبتين من التطبيع. وقال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الشهر الماضي لمحطة "فوكس نيوز" إنه "يقترب كل يوم أكثر فأكثر". فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من على منبر الأممالمتحدة أن بلاده على "عتبة" إقامة علاقات مع السعودية. وتابع "مثل هذا السلام سيقطع شوطا طويلا نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. وسيشجع الدول العربية الأخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل". وأكد ولي العهد السعودي الثلاثاء للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "المملكة مستمرة في وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني"، موضحا أنه يعمل على منع "اتساع" نطاق النزاع. وقتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون منذ بدء الهجوم، وبينهم 258 جنديا، وفق آخر حصيلة للجيش، ووصل عدد الجرحى إلى أكثر من 3200، وبلغ عدد الرهائن الذين ثبت أنهم محتجزون حوالى 120. وفي القطاع المحاصر، قتل 1900 فلسطينيًا بينهم 614 طفلا وجرح أكثر من 7696 مواطنا جراء القصف الإسرائيلي المكثف ردا على العملية، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة.