في سابقة من نوعها، أقدم عدد من المواطنين القاطنين بالحي الصفيحي "دوار الكرعة" بمدينة الرباط، على رفع شعارات منددة بمحاولات ترحيلهم من الحي إلى مكان آخر خارج العاصمة، وهي الشعارات التي تم رفعها بحضور الملك محمد السادس أثناء تدشينه مركزا للتكوين المهني يوم السبت الماضي. ونظم هؤلاء وقفة احتجاجية بالتزامن مع تواجد الملك من أجل تدشين المؤسسة الاجتماعية المذكورة، حيث تم من خلال الوقفة رفع شعارات من قبيل "يا ملك الفقراء دارين بيك الشفارة"، و"نحن هنا مناضلون .. صامدون صامدون"، و"الفضائح ها هي .. والمحاسبة فينا هي"، متهمين رجال سلطة بالتورط في ملفهم. وفي هذا السياق، أوضح مصدر موثوق لجريدة "العمق"، أن الملك محمد السادس تفاعل مع المحتجين وقام بالسلام عليهم، مشيرا أن الملك تسلم منهم رسالة تتضمن مجموعة من المطالب التي ينادون بها، وهي الرسالة التي تم تكليف شابة بتسليمها إليه. وأكد مصدر الجريدة أن وزارة الداخلية تفاعلت بسرعة من الشكل الاحتجاجي غير المسبوق في المغرب أمام الملك، حيث قام والي جهة الرباط محمد مهيدية باستقبال وفد عن سكان دوار الكرعة وأبلغهم بأن ملفهم هو الآن بيد الملك شخصيا وسيتعمل على مشاكلهم. وأورد المصدر ذاته، أن باشا وقائد المنطقة اختفيا عن الأنظار لحظة حضور الملك لتدشين مركز التكوين المهني، وذلك بسبب الشعارات المباشرة التي رفعها السكّان في وجههم، مؤكدا أن السكان يحملونهم جميع المتاعب التي لحقتهم جراء هذا الملف، الذي عمر لسنوات دون أن يجد طريقه للحل. إلى ذلك، شدد سكان دوار الكرعة في بلاغ توضيحي لهم، على أن ما حدث في استقبال الملك "هو من أجل إيصال صوتنا إلى أعلى سلطة في البلاد، ألا وهو حقنا في السكن اللائق داخل المجال الحضري لمدينة الرباط، وهو المطلب الرئيسي"، مؤكدين أن ذلك لا علاقة له بحملة المقاطعة. واعتبر هؤلاء ضمن البلاغ المنشور عبر صفحة فيسبوكية تحمل اسم الدوار أن "كل ترويج لتلك العناوين الزائفة إنما هو تضليل تتحمل مسؤوليته تلك الصفحات، ولا علاقة لأبناء دوار الكرعة الأحرار به"، مؤكدين أن مطالبهم "مطالب اجتماعية خالصة تتعلق بحقنا في سكن لائق يحفظ كرامتنا".
