"سايبورغ" اسم جاء من عالم الأدب لوصف كائن تتخطى قدراته الجسدية الحدود العادية نتيجة دمج عناصر إلكترونية وروبوتية وسيبرانية في جسمه. وحسب (wikiwand) جسدت الأعمال السينمائية والتلفزيونية السايبورغات إما على شكل كائنات ميكانيكية في ظاهرها (مثل كائنات السايبرمان في المسلسل البريطاني "دكتور هو"، أو البورغ في ستار تريك، أو دارث فيدر في حرب النجوم) وإما على شكل كائنات يصعب تمييزها عن البشر (مثل المبيد في سلسلة أفلام المبيد (بالإنجليزية Terminator)). وكثيرًا ما تُضفى على السايبورغات في الأعمال السينمائية والتلفزيونية قدرات جسدية وعقلية تفوق نظراءهم من البشر، كما قد يكون بعضها مزودًا بأسلحة داخلة في تكوينه الجسدي. وفعليا دخل البشر أنفسهم عالم السايبورغات، حيث تم تسجيل أول سايبورغ في بريطانيا في عام 2014 ويدعى نيل هاربيسون، فيما اعتبر الراحل الدكتور سكوت مورغان أول سايبورغ بشري كامل. وتطورت صناعة السايبورغ لتسجل خطوة متقدمة في عالم الحيوان مع الابتكار الأخير لخبراء يابانيين لصراصير "سايبورغ" مزودة بتقنية لاسلكية تسمح بالتحكم فيها عن بُعد، يمكن استعمالها في القيام بمهام لا يمكن أن يقوم بها البشر. التحكم في صراصير عن بعد باستخدام ألواح شمسية حسب "أندبندنت عربية" أجرى فريق من "تكتل البحوث الرائدة" Cluster for Pioneering Research (CPR) التابع لمعهد "ريكن" Riken في اليابان تجارب على صراصير من نوع "مدغشقر" كما تسمى، مستخدمين الأسلاك لتحفيز مختلف أجزاء أرجل هذه الكائنات التي يبلغ طولها ستة سنتمترات وضع الباحثون لوحة شمسية رقيقة جداً على ظهور الحشرات، كي توفر الشحن المطلوب لبطاريات موجودة في حقائب ظهر مجهزة خصيصاً لها. بعد شحن البطارية بأشعة شمس صناعية طوال 30 دقيقة، نجح الباحثون في حمل الصراصير على أن تستدير يميناً ويساراً عبر جهاز التحكم عن بعد وحسب نفس المصدر، يحدو الباحثين أمل في استخدام هذا النظام المبتكر على صراصير "سايبورغ" مصممة خصيصاً من أجل تفحص المناطق الخطرة أو مراقبة البيئة التي يتعذر الوصول إليها. تذكيراً، تضمنت المحاولات السابقة لابتكار صراصير "سايبورغ" استبدال البطاريات أو استخدام إعداد سلكي، ولكن هاتين الطريقتين قد تكونان غير ملائمتين للاستخدامات المحتملة لهذه التكنولوجيا. تحدث في هذا الشأن الدكتور كينجيرو فوكودا، أحد كبار علماء البحوث في معهد "ريكن" الذي قاد الدراسة، فقال إنه "بالنظر إلى تغير شكل الصدر والبطن أثناء الحركة الأساسية، يبدو أن النظام الإلكتروني الهجين المكون من عناصر صلبة ومرنة في الصدر وأجهزة فائقة النعومة في البطن تصميم فاعل للصراصير السايبورغية". علاوة على ذلك، نظراً إلى أن تغير شكل البطن ليس مقصوراً على الصراصير، في المستطاع تكييف استراتيجيتنا لتتلاءم مع حشرات أخرى من قبيل الخنافس، أو ربما حتى الحشرات الطائرة مثل "السيكادا" في المستقبل"، أضاف الدكتور فوكودا. نُشر البحث في المجلة العلمية "أن بي جي فليكسبل إلكترونيكس" NPJ Flexible Electronics في الخامس من سبتمبر (أيلول) الحالي ويشكل البحث جزءاً من حقل ناشئ من العلوم والتكنولوجيات يُعنى باستخدام الحشرات عبر السيطرة عليها والتحكم فيها في وقت سابق من العام الحالي، اكتشف مهندسون متخصصون بالأعصاب من "جامعة رايس" الأميركية كيفية اختراق أدمغة ذباب الفاكهة من أجل السيطرة عليها عن بُعد. وفي المستطاع الاستفادة من البحث في الميادين كافة المتصلة بالأعصاب بدءاً بعلاج الأمراض وصولاً إلى تطوير اتصال دماغي آلي، أي جهاز يترجم المعلومات العصبية إلى أوامر قادرة على التحكم في البرامج أو الأجهزة الخارجية، كما زعم الباحثون، الذين وصفوه بأنه "الكأس المقدسة" بالنسبة إلى التقنيات العصبية. أول سايبورغ بشري كامل في العالم يعد البريطاني الدكتور بيتر سكوت مورغان أول سايبورغ بشري كامل، خلاف نيل هاربيسون الذي يعتبر أول سايبورغ تم تسجيله في بريطانيا في عام 2014، وكان نيل يعاني من مرض عمى الألوان، لذلك تم وضع هوائي في رأسه ليساعده على تمييز الألوان. وعالم الروبوتات الشهير عالمياً، الدكتور سكوت مورغان، (19 أبريل 1958 – 15 يونيو 2022) ، رفض الاستسلام أمام مسار بدا محتماً بعد تشخيص طبي في عام 2017 أكد إصابته ب"مرض العصبون الحركي" Motor Neuron Disease، وهو مرض يضرب خلايا عصبية في الدماغ والحبل الشوكي مهمتها التحكم بوظاشف تشمل التحرك والتحدث والبلع والتنفس. وأعلن أنه يريد أن يتخطى حدود ما يمكن للعلم أن يحققه، فقرر إطالة عمره بأن يصبح مؤتمتاً بالكامل (سايبورغ كامل). وأعلن في وقت تالٍ لإصابته بالمرض، حسب "اندبندنت عربية"، عن أنه أنجز انتقاله بشكل كامل كي يصبح أول "سايبورغ" كامل في العالم يدعى "بيتر 2.0′′ Peter 2.0. وقد توجب عليه أن يخضع لسلسلة من العمليات المعقدة والمحفوفة بكثير من المخاطر خلال تلك الرحلة العلمية التي تضمنت تطوير مجسم مشابه لما كان عليه وجهه قبل أن يفقد القدرة على التحكم في عضلات الوجه (المستخدمة خصوصاً في صنع التعابير المختلفة). وجرى تصميم ذلك مجسم (أفاتار، وفق تسمية إشاعة) كي يستجيب باستخدام لغة جسد تديرها تقنية الذكاء الاصطناعي. وكذلك تعامل مورغان مع تقنية تتبع العين، كي يمكن نفسه من التحكم بأجهزة كومبيوتر متعددة، بمجرد استخدام عينيه. وحقق الإجراء الأخير (في انتقاله الروبوتي) نجاحاً في استبدال صوته بآخر مصنوع بتقنيات الذكاء الاصطناعي على أمل الاستمرار لعقود محتملة من الحياة. وخلال فترة تحوله إلى سايبورغ، حسب نفس المصدر، خضع الدكتور سكوت مورغان لعمليات مكثفة شملت سلسلةً من الجراحات لإدخال أنبوب تغذية مباشرةً إلى معدته، إضافة إلى قسطرة مباشرة في مثانته، وجيب في فتحة القولون، للسماح له بالتعامل مع مشكلات تناول الطعام واستخدام المرحاض. وخضع أيضاً لجراحة استئصال الحنجرة تفادياً لخطر إضافي يتمثل في احتمال دخول اللعاب إلى رئتيه، وقد وصفها بأنها بمثابة استبدال لصوته الطبيعي ب"عقود محتملة من الحياة". واعتمد على الكلام الاصطناعي، وطور "آفاتار" لوجهه، صمم كي يتجاوب مع محدثيه باستخدام لغة جسد يديرها الذكاء الاصطناعي. وكذلك خاض مورغان تجربة استكشاف آفاق تقنية تتبع العين، كي يتمكن من التحكم بأجهزة كومبيوتر متعددة. وخضع أيضاً لعملية جراحية في العين بتقنية الليزر، كي يحصل على رؤية مثالية تصل حتى 70 سنتيمتراً، وهي المسافة التي تتيح له مشاهدة شاشة الكومبيوتر.