أفادت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أن أمراض السرطان والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي المزمن، تتسبب في 80% من مجموع الوفيات بالمغرب، مبرزة أن ذلك يأتي في إطار التحول الوبائي والديمغرافي الذي تشهده البلاد، يتميز بارتفاع نسبة انتشار الأمراض غير السارية والوفيات الناجمة عنها. وأكدت الوزارة المعنية، في جوابها على سؤال كتابي وجهته المجموعة النيابية لفريق العدالة والتنمية حول تعزيز الحماية من الأمراض غير المعدية، أن نتائج المسح الوطني الذي أجرته لدى الساكنة البالغ عمرها 18 سنة فما فوق، حول عوامل الاختطار المشتركة للأمراض غير السارية في الفترة 2017-2018، أظهرت أن 29.3% يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و10.6% مصابون بداء السكري و53% يعانون من الزيادة في الوزن و20% يعانون من السمنة، و10.5% لديهم نسبة عالية من الكولسترول في الدم، و11.7% يدخنون، و1.7% يستهلكون الكحول حاليا، و21.1% يعانون من الخمول البدني، و76.3% يستهلكون أقل من خمس خضر وفواكه يوميا. وأمام هذه الوضعية، أكدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أنها قامت بوضع استراتيجية وطنية متعددة القطاعات للوقاية ومراقبة الأمراض غير السارية 2029-2019، تعتمد في أسسها وقواعدها على النهج الشامل ومتعدد القطاعات الذي اقترحته منظمة الصحة العالمية، مع الأخذ بعين الاعتبار الإنجازات والفرص الوطنية المتاحة لإدماج تدخلات القطاعات الحكومية المختلفة والشركاء الاجتماعيين. مشيرة إلى تبني هذه الخطة بالتوقيع على ميثاق وطني للوقاية من هذه الأمراض ومكافحتها من طرف الشركاء الحكوميين وبعض ممثلي المجتمع المدني. وتهدف هذه الاستراتيجية في أفق 2029، حسب وزارة الصحة، إلى "تعزيز التحسيس في مجال الوقاية من الأمراض غير السارية؛ وتعزيز العرض العلاجي للأمراض الغير السارية؛ وترشيد الحكامة في مجال الأمراض الغير السارية، مبنية على مقاربة متكاملة ومتعددة القطاعات؛ ثم تعزيز الرصد والتقييم والبحث العلمي في مجال الأمراض الغير السارية". واعتبرت الوزارة أن هذه الاستراتيجية التي تم إعدادها بدعم من منظمة الصحة العالمية، وفقا لمقاربة تشاركية تشمل جميع القطاعات الوزارية والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية المعنية بالأمراض غير السارية وعوامل اختطارها، تتناسب في محاورها مع أهداف التنمية المستدامة في أفق سنة 2030 وذلك بخفض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية عبر الوقاية والعلاج. وأشار تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية في 21 يونيو 2022، إلى أن الأمراض غير المعدية التي يمكن الوقاية منها في كثير من الحالات، ويصاب بها الأشخاص نتيجة اعتمادهم نمط حياة غير صحي أو لعيشهم في ظروف غير مناسبة، تتسبب في وفاة 41 مليون شخص سنويا، بمن فيهم 17 مليونا دون سن السبعين.
