صدر مؤخرا كتاب "ربيع الأناشيد" أو "Tafsut n izlan" قصائد باللغة الأمازيغية للأطفال، وهو أول إصدار أدبي للأستاذ نور الدين أماد. لا يمكن لأحد أن يتجاهل أهمية اللعب في حياة الطفل، وهكذا يعتبر اللعب بصفة عامة و اللعب بالكلمات والألحان على وجه الخصوص حدثا يخترق جميع مراحل حياة الإنسان، فلعبة الكلمات هذه ترفه عن الصغار وتجذب الكبار لعالمها الرحب الفسيح وتسهم بالأساس في بناء شخصية الطفل وتطوير ملكاته التواصلية دون أن ننسى دور اللعب بالكلمات والإنشاد في الرقي بالذوق الفني والجمالي للفرد. فكيف يمكننا أن نتخيل طفولة تكبر وهي لم تنعم بنوم هادئ على أنغام التهويدات؟ كيف يمكن لشخصية أطفالنا أن تنفتح إذا غابت الايقاعات و النوتات الموسيقية عن محيطهم؟ يأتي الديوان الشعري « Tafsut n izlan » لإغناء المكتبة الأدبية و الفنية المغربية وهو أول كتاب لنور الدين أماد، أستاذ التعليم الابتدائي، حاصل على إجازة أساسية في اللغة الفرنسية و آدابها و على شهادة الماستر المتخصص في المسرح وفنون الفرجة . ويعد هذا العمل جزءا من الأدب الذي يركز على الطفل ، و يضم بين دفتيه قصائد شعرية باللغة الأمازيغية موجهة بشكل أساسي للأطفال وأيضا للمدرسين ومؤطري المخيمات وكذا جميع المهتمين بالتنشيط التربوي. يحتوي الكتاب على 80 صفحة من حجم صغير (18.5 / 12) من الورق الأصفر الكلاسيكي و يشتمل على أربعون قصيدة ملحنة كما تم إغناءه برسوم توضيحية بهدف تيسير الفهم وتحقيق المعنى أو لأغراض جمالية. وتتناول القصائد الأربعون مواضيع تتعلق بعالم الطفل المغربي وببعض الصور والأصوات التي تغذي خياله بشكل يومي. ومن العناوين الواردة في هذا الكتاب نذكر: الفصول الأربعة ، الماء ، المطر ، الغابة ، النحلة ، اللقلق ، الفزاعة ، وطني ، معلمي ، في الطريق إلى المدرسة ، أطفال العالم ، الحفلة في المدرسة ، الأمل ، الحرية ... قام بتصميم صورة الغلاف محمد الحسني ، وهو شاب متخصص في فن التصميم وهو أيضا مغني وعازف على ألة القيثارة مع المجموعة الموسيقية TANALT ، اشتغل محمد الحسني بشكل رئيسي على لوحتين تشكيليتين موقعتين باسم عيسى جود ، عيسى الفنان التشكيلي والموسيقي المنحدر من منطقة أيت بن حدو بورززات و الحامل لمشعل الرقي بالإبداع الفني من خلال مشاركته في العديد من التظاهرات الفنية وكذا من خلال إقامته معارض في المغرب وحول العالم . تم التقديم للكتاب من طرف الأستاذ و الفنان عمر أيت سعيد الذي يملك في رصيده الادبي ثلاثة كتب و المهتم بأدب الطفل ، عمر أيت سعيد طالب باحث في سلك الدكتوراه بجامعة فاس ويكرس جهوده في إعداد أطروحته حول أدب الأطفال ولاسيما أهمية المقاربة الفنية في التدريس. وبخصوص التدقيق اللغوي فقد سهر عليه كل من الأستاذ والباحث في مجال لثقافة الأمازيغية خالد عبروش، الحاصل على درجة الماستر في اللسانيات الأمازيغية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس و أيضا الأستاذ عبد الرحمان العبدي الحاصل على درجة الماستر في الأدب الأمازيغي من جامعة ابن زهر بأكادير، وتم نشر ديوان "تفسوت ن إزلان" بدعم من شركة WAY CONSEIL ، وهي شركة محاسبة في مراكش يديرها السيد عبد الرحمن أيت سعيد. ويعد هذا الكتاب نتيجة عمل جماعي ساهم فيه الكثير من الأساتذة والفنانين والباحثين في الأدب الأمازيغي من أجل ضمان تلقي جيد للقراء من الأطفال والمدرسين و المهتمين بالتنشيط البيداغوجي. نشير في الختام إلى أن هذا الإصدار ثمرة سنوات طويلة من البحث في أدب الطفل والعمل في تأطير ورشات في الموسيقى والأنشودة بعدد من المؤسسات التعليمية و الجمعيات المهتمة بالطفولة . كما تجدر الإشارة كذلك إلى أن القصائد الواردة في الكتاب نسجت بلغة تأخذ بعين الاعتبار النمو الوجداني والعقلي للطفل إضافة إلى استحضارها للجانب الترفيهي من خلال اعتماد ألحان وإيقاعات بسيطة.