ساعات قليلة قبل صافرة البداية للمباراة المرتقبة بين المنتخب الوطني المغربي ونظيره النيجري، مساء اليوم الجمعة بالرباط ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2026، بدت العاصمة في أجواء استثنائية، حيث تحولت مختلف شوارعها ومداخلها إلى مسارات تصب جميعها في اتجاه ملعب الأمير مولاي عبد الله بحلته الجديدة. الجماهير المغربية، التي بدأت تتوافد منذ الصباح الباكر، رسمت لوحات من الحماس والأمل، مرتدية الأقمصة الوطنية ومتشحة بالأعلام، وكلها عزم على مؤازرة أسود الأطلس للظفر ببطاقة العبور إلى كأس العالم للمرة السابعة في تاريخ كرة القدم المغربية، والثالثة على التوالي. ومع اقتراب موعد المباراة، كان الملعب قد امتلأ بنحو ربع طاقته الاستيعابية، فيما تواصل الجماهير تدفقها وهي تردد شعارات النصر، وكأن الأمر يتعلق باحتفالية وطنية تستحضر أمجاد المشاركات المغربية في نسخ 1970 و1986 و1994 و1998 و2018 و2022. وقد سهّل الشريط التوضيحي، الذي بثته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قبل أيام، عملية الولوج إلى الملعب، حيث حدد مسالك الدخول والخروج وتوزيع الأبواب حسب الفئات، مع التأكيد على إلزامية التوفر على تذكرة، بعد أن بيعت جميعها في وقت قياسي. الملعب الجديد، الذي شُيّد وفق أحدث المعايير الدولية بسعة 68 ألفا و700 مقعد، يعد أيقونة معمارية ورياضية تعكس الرؤية الملكية الرامية إلى تجهيز المملكة ببنيات تحتية ذات جودة عالية استعدادا للاستحقاقات القارية والعالمية المقبلة، وفي مقدمتها كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030. الجماهير التي حلت من داخل المغرب وخارجه لم تخف إعجابها بهذه التحفة الرياضية. فالمشجع فريد (55 سنة)، القادم من بلجيكا، وصف الملعب ب"الرائع والعالمي"، فيما أكد بوجمعة (47 سنة) أنه تابع مراحل إعادة بنائه منذ البداية، معتبرا إياه "معلمة يفتخر بها كل مغربي". أما رشيدة (45 سنة) فأعربت عن سعادتها بالأجواء الاحتفالية خارج الملعب وتمنّت أن يتوج هذا المساء بانتصار المنتخب الوطني. المنتخب المغربي يدخل هذه المواجهة متصدرا مجموعته بالعلامة الكاملة (15 نقطة من خمس مباريات)، متقدما على تنزانيا (9 نقاط) وزامبيا (6 نقاط) والنيجر (6 نقاط)، ما يجعل الفوز اليوم بمثابة خطوة حاسمة نحو ضمان بطاقة المونديال.