شارفت أشغال إعادة بناء وتأهيل المنازل بمختلف الأقاليم المتضررة من زلزال الحوز على النهاية. فرغم صعوبة العمليات التي سبقت عملية إعادة الإعمار (إحصاء المتضررين، وإزالة الأنقاض، ومنح تراخيص البناء)، وذلك بالنظر إلى الطابع الجغرافي المعقد للمناطق المتضررة. ووفق المعطيات المتوفرة، فإن عملية إعادة البناء والتأهيل تسير بوتيرة متسارعة، مسجلة نتائج جد إيجابية، تجاوزت وفق تقديرات المختصين، ما هو مسجل في تجارب دولية أخرى، والتي استغرقت فيها عميات إعادة البناء ما لا يقل عن 3 سنوات. وتؤكد آخر الأرقام تقدم أشغال إعادة البناء والتأهيل على مستوى إقليمالحوز، بنسبة تفوق 91 في المائة بعدما انتهى بناء ما يناهز 24.000 مسكن، وفق معايير تقنية صارمة. في أفق بلوغ 93 بالمائة بنهاية شهر شتنبر الجاري، و96 بالمائة في غضون الشهرين القادمين. في المقابل تم تسجيل 4 في المائة فقط من المتضررين لم يبدؤوا بعد أشغال إعادة بناء وتأهيل، وذلك بسبب نزاع بين الورثة، أو مشاكل تقنية وفق ما أوردته مصادر رسمية محلية. من جانبها تواصل اللجان الميدانية عملها الدؤوب، حيث تمكنت من إيجاد حلول لفائدة آلاف الاسر التي تقع في المناطق ذات التضاريس الوعرة. ويأتي التقدم المحرز ميدانيا في تنزيل برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من الزلزال، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، على خلفية الدعوة التي وجهها رئيس الحكومة خلال الأشهر الماضية إلى وكالة تنمية الأطلس الكبير وجميع المتدخلين، من أجل رفع نسق الاشتغال لاستكمال المشاريع المتبقية، بالسرعة والنجاعة المطلوبتين. مقابل ذلك، لاتزال بعض الأصوات تغرد خارج السرب، عبر انتقاد تعاطي الحكومة مع هذه الكارثة الطبيعية، ومحاولة استثمار مآسي المواطنين لتبخيس جهود الدولة خدمة لأجندات سياسية معادية. ولا أدل على ذلك قيام قيادي في جماعة إسلامية محظورة بنشر صورة قديمة نسبها إلى متضرري زلزال الحوز، موهما متابعيه على موقع "فيسبوك" على أنها صورة حديثة، بهدف تمرير مغالطات تدعي تقاعس السلطات المعنية في إيجاد حلول للساكنة المتضررة بعد مرور عامين على الفاجعة.