أثارت شركة "أرما" المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمدينة طنجة، غضباً واسعاً في صفوف السكان، بعد تحويلها جزءاً من مقبرة كورزيانة إلى نقطة لتجميع النفايات ، رغم كون المقبرة لا تزال قيد الاستعمال لدفن الموتى. ورصدت عدسات السكان ، وجود كميات من المخلفات داخل المقبرة الواقعة بتراب مقاطعة بني مكادة، ما اعتبرته فعاليات مدنية "اعتداءً على حرمة الموتى" و"استهتاراً بالقيم الدينية والروحية للمكان". وتعد مقبرة كورزيانة من المقابر النشيطة التي ما تزال تُستعمل بشكل منتظم لدفن المتوفين، خصوصاً من ساكنة الأحياء الشعبية المجاورة، ما يضاعف من حساسية الواقعة. ولم تصدر عن شركة "أرما" أو الجماعة الترابية لطنجة أي توضيحات رسمية بخصوص الواقعة، بينما دعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى فتح تحقيق فوري، وترتيب المسؤوليات الإدارية والقانونية في حال ثبوت الاستغلال غير المشروع للموقع الجنائزي. وتأتي هذه الحادثة في سياق تجدد النقاش حول طريقة تدبير المرافق العمومية الحساسة بطنجة، وسط مطالب بترشيد استعمال الفضاءات العامة، واحترام الرمزية الدينية للمقابر وعدم المساس بقدسيتها.