أكد راشيد الطالبي العلمي، منسق جهة طنجة-تطوان-الحسيمة لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن الحزب نجح في إرساء نموذج جديد في التواصل السياسي قائم على القرب والإنصات المباشر، بعيداً عن الخطابات الشعبوية والمزايدات. وأوضح العلمي، خلال المحطة الختامية لجولة "مسار الإنجازات" بجهة الشمال، أن هذه اللقاءات التي انطلقت من الداخلة، تهدف إلى تعزيز ثقة المواطنين في السياسة والتعريف بمؤهلات الجهات، معتبراً أن الحزب أبدع من خلال مبادراته (مسار الثقة، 100 يوم 100 مدينة) أدبيات سياسية جديدة تحت عنوان "الفكر التنموي". وسجل أن نجاح هذا الأسلوب هو ما يفسر "ردود الفعل المتشنجة" لبعض المنافسين، مؤكداً أن الحزب يمارس أدواره الدستورية في تأطير المواطنين بكل مسؤولية. وفي قراءة لتاريخ الحزب، شدد العلمي على أن "الأحرار" ظل دائماً "حزب البناء وتقدير النداء الوطني، لا حزب الابتزاز والمساومة"، مبرزاً أنه على مدى 42 سنة (منذ 1979)، كان وجود الحزب في مختلف المواقع (أغلبية أو معارضة) مصدر طمأنينة وتوازن للمنظومة الوطنية. وأضاف في هذا السياق: "التجمع ليس حزب التنافس على السلطة أو التهافت على تدبير الشأن العام، وخدمة الوطن وجلالة الملك ليست مشروطة بالتموقع الحكومي"، مشيراً إلى أن الحزب يقدس صناديق الاقتراع ويحترم ذكاء الناخبين واختياراتهم. واستعرض المتحدث المسار التحولي الذي عرفه الحزب بانتخاب عزيز أخنوش رئيسا له، حيث تمت عصرنة أدوات الاشتغال وإحداث أزيد من 19 تنظيما موازيا، مما مكنه من صياغة برنامج انتخابي "جريء وواقعي" شكل أساس التعاقد مع المغاربة. وعلى المستوى الحكومي، نوه العلمي بالمنجزات المحققة في مجالات التغطية الصحية، الحماية الاجتماعية، التعليم والصحة، معتبراً أن حجم الاعتمادات المرصودة يعكس "نقلة نوعية وحكامة في التنفيذ" تتماشى مع الرؤية الملكية السامية للدولة الاجتماعية، مؤكداً أن الأمر يتعلق ب "إصلاحات عميقة ومستدامة" وليس مجرد حلول ترقيعية. ودعا القيادي التجمعي الفاعلين السياسيين إلى ممارسة السياسة "بنبل ومسؤولية"، والاعتماد على الأرقام والحقائق بدل دغدغة العواطف، مجدداً التعبئة خلف جلالة الملك محمد السادس لصيانة الوحدة الترابية وربح رهانات التنمية الصاعدة، مع الإشادة بأداء وزراء الحزب وبرلمانييه ومنتخبيه في الميدان.