كان العم أمين يبيع بضاعته على شاطئ البحر ... وكانت بضاعته عبارة عن ألعاب البحر والعوامات الصغيرة وكانت أسرة العم أمين كبيرة جداً في العدد، فقد أنجب عدداً كبيراً من الأولاد وكان دائما يقول أن الأولاد يأتون ورزقهم معهم ولكنه لم يستطع أن يفي بطلباتهم واحتياجاتهم ... ففكر عم أمين أن يبيع بضاعته للناس على الشاطئ بسعر أغلى حتى يكسب كثيراً .... ونزل عم أمين إلى الشاطئ وهو يمني نفسه بمكسب وفير للفكرة العبقرية التي جاءت فى باله .....وظل عم أمين يسير على الشاطئ دون أن يبيع أي شئ فالناس بعدت عنه ولم تعد تشتري منه لأنها أحست أنه يستغلها .... وجاء الظهر ولم يبع عم أمين شيئا ... وظل عم أمين يسير على الشاطئ منادياً على بضاعته بسعرها الجديد الغالي ولكن أحداً لم يلتفت إليه.... جاء العصر وعم أمين على حاله لا يبيع ولايشتري.... جلس عم أمين يرتاح قليلاً من كثرة السير على الشاطئ وهو يحتضن بضاعته التي لم يبع منها شيئا ... نظر إلى الماء فى حزن حتى كادت عينيه أن تدمع عندما مد يده فى جيبه الخالي من النقود.... فجأة لمح عم أمين أحد الأشخاص يبيع نفس بضاعته ولكن بسعر أقل مثلما كان يفعل عم أمين قبل ذلك.... ووجد الناس حوله يشترون بكثرة منه ولا يستطيع أن يراه من كثرة الناس حوله والزبائن التي تشترى من الرجل الذي يبيع ألعاب البحر والعوامات... قبض عم أمين على حفنة من الرمال وقال ... لابد أن أكون أمينا فى عملي مثل اسمى تماماً.... والله هو الرازق .. ابتسم عم أمين ونهض كي يبيع بضاعته وبمجرد أن ارتفع صوته بالنداء على بضاعته بسرعها القديم حتى التف الناس حوله كي يشتروا منه ..... نظر عم أمين إلى السماء وقال: الحمد لله أنت الرزاق يارب وسامحنى على استغلالي للناس ولن أفعل ذلك مرة أخرى.