زيارة وفد إفريقي رفيع المستوى من دول جنوب إفريقا إلى المغرب تفتح آفاقا جديدة للعلاقات الثنائية * العلم: الرباط – فوزية أورخيص
يواصل المغرب تسديد ضرباته الدبلوماسية لاختراق معاقل جبهة البوليساريو في كل من إفريقيا وأمريكا الجنوبية، حيث باتت حصونها تتهاوى تباعا سواء بسحب اعترافها بالجمهورية الوهمية أو بالتأثيث لروابط وشراكات اقتصادية بينها وبين المملكة المغربية.
ويتعلق الأمر هذه المرة بطبيعة الوفد الاقتصادي الإفريقي رفيع المستوى المميز بالمشاركة الوازنة لجنوب إفريقيا، والذي قام زيارة دامت من 15 ألى 16 يوليوز الجاري. في إطار برنامج الاستطلاعي على للاستثمارات الاقتصادية العملاقة للمملكة المغربية.
وتكمن أهمية هذه الزيارة التي تمت بمباركة من وزارة الخارجية المغربية في مشاركة شخصيات شغلت وتشغل مناصب سياسية مؤثرة للغاية في القرارات الإستراتيجية للقارة السمراء ضمن الوفد الزائر، من بيهم رئيس الوفد السيد أولوسيجون أوباسانجو الذي سبق له أن شغل منصب رئيس نيجيريا لولايتين (1976-1979 و 1999-2007)، و السيد جوناس ميسيبيسي، الذي يتولى منصب المبعوث الخاص للرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوسا للاستثمار، علما أنه سبق له أن شغل منصب نائب وزير المالية من 26 ماي 2014، إلى 31 مارس سنة 2017، إضافة إلى ممثلين عن مؤسسة برينتورست- المؤسسة الإفريقية التي أحدثها جوناثان أوبينهايمر، والتي يوجد مقرها بجوهانسبورغ وتعمل من أجل جعل النمو الاقتصادي محورا يوحد الدول الإفريقية ورافعة للتنمي، وكذا مستثمرين وازنين من كينيا وليستو.
وذكرت مصادر خاصة للعلم، أن قيادة البوليساريو تترقب بخوف شديد انفراج المواقف السياسية لجنوب إفريقيا لصالح مغربية الصحراء بعد هذا الانفراج الاقتصادي، خصوصا وأن زيارة مسئول الجنوب إفريقي، تعد سابقة في التاريخ الدبلوماسي للبلدين منذ وصول الرئيس رامافوسا إلى رئاسة البلاد خلفا لجاكوب زوما.
حدث كهذا يزيد يقينا للمراقبين الدوليين لملف الصحراء المغربية أن المغرب مستمر في سحبه للبساط من تحث قدمي الجبهة ومن تحث من فبركها، الأمر الذي لن يصب خيرا في جعبة ما يسمى بالإنجازات الدبلوماسية لقيادة البوليساريو والتي لا يمكن وصفها إلا بشطحات الديك فوق صفيح ساخن بعد ما سحب العديد من مواليها اعترافهم بها ، كانت آخرهم دولة سلفادور بأمريكا الجنوبية في إنتظار أن تكون جنوب إفريقيا بمثابة الضربة القاضية في حلبة هذا الصراع المزعوم، خصوصا أن مؤيدو طرحا من الرؤساء الأفارقة نصفهم ميت ونصفهم منتهية صلاحيته.
بل إنه من شدة صدمة الحدث على نفوس قادة التيه في فيافي الرابوني، غيب ما يسمى بالإعلام الرسمي لجبهة البوليساريو خبر هذه الزيارة من على مواقعه الإليكترونية النابضة بمغالطات تؤرخ لتاريخ مزيف حول قضية مفتعلة.
إخفاقات القيادة في ظل انشغال عرابها، النظام الجزائري، بشؤونه الداخلية بعد هزة الاحتجاجية للشعب الجزائري الشقيق زادت من زعزعة ثقة صحراويي المخيمات ومحتجزيها بقيادة الرابوني ورفع من نسبة المعارضين بين ظهرانيها حتى وصفوا زيارات غالي زعيم الجبهة إلى الخارج وحضوره حفلات ترسيم الزعماء الجدد في دول أخرى مثل بانما ب”حركات الغريق الذي لا يجيد السباحة”.
وللتذكير شمل برنامج الزيارة التي تعكس الإرادة المتبادلة للفاعلين الاقتصاديين والسياسيين من أجل إعطاء زخم جديد للتعاون بين المغرب، تماشيا مع رؤية السامية للملك محمد السادس، القيام بجولات إلى بعض المنشآت الاقتصادية العملاقة في المغرب، على غرار ميناء طنجة المتوسط، ومحطة الطاقة الشمسية نور بورزازات كما شمل البرنامج عقد لقاء عمل مع ممثلي القطاع العام المغربي، ولقاءات مع أهم الفاعلين الاقتصاديين.
وتصب هذه الزيارة في إطار جهود المغرب بإفريقيا، حيث أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أن “هذه الزيارة تعكس رغبة متبادلة للجهات الفاعلة في المجال الاقتصادي والسياسي لتحريك عجلة التعاون بين المغرب وهذه البلدان الإفريقية”.