اعترف قائد القوات الأميركية المنتهية مهمته في العراق ، الجنرال ريموند أوديرنو، بأن بلاده تصرفت بسذاجة في العراق، وأن ما قامت به هناك ربما جعل أمور هذا البلد أكثر سوءا. وشكك أوديرنو ، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ، في إمكانية تشكيل العراقيين حكومتهم الجديدة قبل شهرين من الآن، وحذر من أن استمرار الجمود الحالي إلى ما بعد ذلك التاريخ قد يدفع للدعوة لانتخابات جديدة تخرج البلد من المأزق الذي يتخبط فيه منذ مارس الماضي. وقال أوديرنو في معرض تقييمه للتجربة العسكرية الأميركية في العراق، إن الجيش الأميركي تعلم دروسا ، وإن ب"الطريقة الصعبة" من خلال تجربته في العراق، معترفا ب"أننا كلنا كنا سذجا بشأن العراق". وأضاف أن الأميركيين دخلوا العراق وهم يجهلون مشاكله ، والدمار الاجتماعي الذي كان يعانيه، مشيرا في هذا الصدد إلى مخلفات الحرب الإيرانية العراقية ، وحرب الخليج الأولى، والعقوبات، التي فرضت على العراق ما بين 1990 و2003 والتي أدت إلى القضاء على الطبقة المتوسطة. وهنا، يقول أوديرنو "هاجمنا العراق لإسقاط الحكومة"، قبل أن يؤكد أن تلك السذاجة وذلك الجهل بالعراق تجلى أيضا في عدم أخذ الاختلافات الطائفية والعرقية للبلد في الحسبان، قائلا "إننا بكل بساطة لم نكن نفهم العراق". وردا على السؤال "هل جعلت الولاياتالمتحدة الأميركية الانقسامات داخل العراق أسوأ مما كانت عليه؟"، قال أوديرنو "لا أدري". لكنه أردف يقول إن عدم فهم الأميركيين لكل الأشياء الآنفة الذكر ومحاولتهم شق طريقهم رغم ذلك ربما أدى إلى جعل الأمور تزداد سوءا. وحول التعثر المستمر منذ أكثر من خمسة أشهر في تشكيل الحكومة بالعراق، أعرب أوديرنو عن اعتقاده بأن المباحثات بشأن تشكيل هذه الحكومة شهدت بعض التقدم وقد تكون ناجحة غير أنه تنبأ بأن يحتاج السياسيون العراقيون ل"أربعة أو ستة أو ثمانية أسابيع" لتحقيق ذلك. وقالت الصحيفة إن من شأن الحديث عن أي انتخابات جديدة في العراق ، أن يؤجج الاضطرابات السياسية المتفاقمة أصلا في هذا البلد مع بدء الولاياتالمتحدة الأميركية سحب خمسين ألفا من قواتها من هناك والتي ينتظر أن يكتمل سحبها بحلول نهاية عام 2011.