كان النادي القنيطري ينتظر استضافة الرجاء البيضاوي لتحقيق عدة أهداف أولها تأكيد قوته ضد الكباربعد قهره الوداد في بداية الموسم في عرينه بالبيضاء ، وثانيها تحسين ترتيبه في البطولة ،وثالثها الثأر للمباراة التي لن ينساها القنيطريون والتي انهزم فيها أمام الرجاء في الموسم الماضي بثلاثة أهداف نظيفة في ملعبه ،ولذلك استعد لخوض النزال رغم انه يشكو غياب لاعبين أساسيين مثل حارس المرمى يوسف بنمويح والمهاجم هشام العروي بسبب توقيفهما من طرف الجامعة ..اما الفريق الضيف فقد شحذ هوأيضا كل أسلحته لمنازلة الكاك وعززصفوفه بلاعبين كلف انتدابهم أكثر من مليار ،وعقد العزم على إعلان انطلاقة جديدة في البطولة خصوصا بعد تعثره في أول مقابلة له بالعيون ..لكن المباراة التي جرت بين الفريقين (الكاك و الرجاء) عشية الأحد برسم الدورة الثالثة من بطولة النخبة وأمام جمهورعريض ملأ جميع المدرجات بالملعب البلدي بالقنيطرة من كلا الناديين لم تكن منصفة للمحليين ،فقد كانوا السباقين الى التسجيل في د46 من الشوط الأول بواسطة اللاعب يونس أندلسي ،وكانت كل التكهنات ترجح ان الكاك بإمكانه ان يرفع الحصة في الشوط الثاني سيما انه كان مساندا بكل قوة وطيلة المباراة بجمهوره ..غيران الرجاويين كانوا بالمرصاد وحاولوا تعديل الكفة خلال عدة محاولات ،وكان لإستبدال ياسين الصالحي بالمهاجم السريع عمرنجدي في د 61 أثر واضح في مسار المقابلة، إذ دقيقتان بعد ذلك سجل نادي الرجاء هدف التعادل إثر تسديدة قوية من عبد المولى برابح الذي لعب للكاك الموسم الفائت حيث انحرفت الكرة الى شباك زهير لعروبي بعد ان اصطدمت بمدافع الكاك الفنزويلي فالديز..في الأطوار التالية من المباراة سيطر لاعبو النادي القنيطري على المقابلة ،وقدموا لوحات رائعة في اللعب انتزعت تصفيقات الجمهور لكنهم كانوا يفتقرون الى التركيز لإصطياد الأهداف ،وكانوا قريبين من التسجيل خاصة في د 68 بواسطة يونس الأندليسي الذي تألق في هذه المباراة ، وفي د71 بواسطة بلال بيات ..ولم تكن التغييرات التي أقدم عليها أوسكار موفقة للنيل من خصمه هنري ميشال مدرب الرجاء ،بل انه بسبب احتجاجه على قرارات حكم اللقاء عبد الله ضحيك من عصبة تادلة تعرض للطرد ، وخلال الثواني التي كانت الأنظار متجهة فيها الى ردود فعله ، لعب الرجاويون الكرة بسرعة ،وانسل بوشعيب المباركي كالسهم وسط دفاع النادي وسجل الهدف الثاني في د 90 ،لتنتهي المباراة لصالح الرجاويين الذين بدوا وكأنهم خطفوا الإنتصار في مباراة كانت حسب المتتبعين منصفة لو تعادل الفريقان .. لاعب الرجاء هشام ابوشروان في تعليقه على المباراة صرح ان الخضر طبقوا بشكل جيد خطة المدرب ونجحوا في تحقيق الهدف، رغم انهم واجهوا خصما قويا ،ورغم انهم غير متمرسين على اللعب على العشب الإصطناعي، مضيفا ان الجمهور الرجاوي لا شك سيكون راضيا على النتيجة التي ستشكل حسب رأيه انطلاقة جديدة لخوض المنافسات للفوز بالبطولة ..وفي المقابل فإن النتيجة بطبيعة الحال كانت قاسية على فريق الكاك الذي قدم عرضا طيبا لا يستحق الهزيمة ،وأضحت وضعيته بسبب ذلك غير مريحة، إذ لا يملك في جعبته سوى نقطة واحدة كسبها خلال ثلاث دورات من مباراته ضد الوداد ، وعليه ان يواجه في المباراة القادمة تحديا آخر حيث سيرحل الى العاصمة الرباط لمنازلة فريق الجيش الملكي .الجمهورالقنيطري بدوره لم يستسغ الهزيمة ،وعبر عن عدم رضاه على النتيجة وصب غضبه على التحكيم كما لم يستثن من النقد مسيري الكاك أنفسهم ،وأخطر من ذلك ان بعض عناصره حاولت الإعتداء على أحد لاعبي الرجاء لولا تدخل الأمن .. وبالمناسبة وارتباطا بالموضوع تنبغي الإشارة الى ان المباراة جرت تحت ضغط شديد وفي أجواء مشحونة لم تكن سهلة على المنظمين وجهاز الأمن على حد سواء ،وكان من نتيجة ذلك مشاداة وشجارفي الأبواب والمدرجات ،كما سادت الفوضى جنبات رقعة الملعب التي تواجد فيها أشخاص لاعلاقة لهم بالصحافة ولا بأجهزة الأمن ، لكنها منعت على إعلامي حاول القيام بمهمته بقرار قيل انه صادر عن المكتب المسير، كما امتلأت منصة الصحافة بالمتطفلين والغرباء دون أن يسألهم أحد عن هويتهم ، وبدت الأمور التنظيمية كأنها خرجت عن السيطرة ..والحقيقة انه لا الأمن ولا المنظمين قادرون وحدهم على تسوية مشكل التنظيم ،بل ان تنفيذ مشروع توسيع الملعب البلدي الذي أعلن عنه مسؤولون كبار في وزارة الشباب الرياضة والمجلس البلدي في الصيف المنصرم في القنيطرة وأمام الصحافة والرأي العام الرياضي كفيل بحل كثير من الإشكاليات المطروحة في هذا المجال ..والسؤال هومتى ستخرج اتفاقية الشراكة التي بمقتضاها سيتم تشييد مدرجات جديدة بالملعب الى حيز الوجود تنهي معاناة الجمهور مع الإكتظاظ والإختناق ، أم سيكون مصيره نفس مصير مشروع تزويد الملعب بالإنارة الذي الى الآن لا زال حبرا على ورق ؟؟ ..وفي موضوع الجمهور لابد من الإشارة الى ان أنصار الرجاء عقب المباراة عوملوا بطريقة منعت تعرضهم للإيذاء، فقد وضعت رهن اشارتهم عند باب الملعب البلدي عدة حافلات تابعة للنقل الحضري ، وتمت مصاحبتهم من طرف الشرطة الى أن غادروا المدار الحضري ،لكن يجب الإعتراف بأن ذلك كان على حساب مصلحة السكان القنيطريين الذي وجدوا صعوبة في العثور على العدد الكافي من الحافلات في خطوط المدينة لقضاء مآربهم ، وفي المقابل فإن حسن المعاملة التي تلقاها جمهور الرجاء لم يكن في مثل معاملة جمهور القنيطرة في الدارالبيضاء خلال مباراة الوداد الكاك في الدورة الثانية من منافسات البطولة ،حيث منع أمن البيضاء الحافلات التي كانت تقله من الإقتراب من الملعب لمسافة طويلة ما أجبرأنصار النادي القنيطري على التنقل سيرا على الأقدام وسبب حوادث عنف.. وبخصوص مداخيل المباراة فقد أكد المصدر انها بلغت 21 مليون سنتيم كما طبعت 12ألف تذكرة ...