الصحراء المغربية، ركيزة أساسية لتعزيز الفضاء الإفريقي الأطلسي والساحلي    أخنوش: تمكنا من تقليص عجز الميزانية إلى 4.4% من الناتج الداخلي الخام سنة 2023 بدلاً من 5.5% سنة 2021    بلاغ من الجامعة بشأن مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري    دوري دولي بتركيا.. المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 18 سنة يفوز على منتخب غواتيمالا بالضربات الترجيحية 5-4    طقس الخميس.. أجواء حارة وقطرات مطرية بهذه المناطق    ظهور حيوان مفترس يستنفر سلطات طنجة    المغرب ومنظمة "الفاو" يوقعان على وثيقة "مستقبل مرن للماء" بميزانية 31.5 مليون دولار    رئيس وزراء اسبانيا يفكر في الاستقالة بعد فتح تحقيق ضد زوجته في قضية فساد    رئيس الوزراء الإسباني "يفكر" في تقديم استقالته بعد الإعلان عن فتح تحقيق ضدّ زوجته    تسريب فيديوهات لتصفية حسابات بين بارونات بتطوان    اللجنة الجهوية للتنمية البشرية بالشمال تصادق على برنامج عمل يضم 394 مشروعا برسم سنة 2024    العدو الجزائري يقحم الرياضة من جديد في حربه على المغرب    ترقب إطلاق خط جوي جديد بين مطار تطوان وبيلباو    القضاء الفرنسي يؤكد إدانة رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون بقضية الوظائف الوهمية    الجزائر تتوصل رسميا بقرار خسارة مباراة بركان و"الكاف" يهدد بعقوبات إضافية    بطولة فرنسا لكرة القدم.. باريس سان جرمان يفوز على مضيفه لوريان 4-1    النصب على حالمين بالهجرة يقود سيدتين الى سجن الحسيمة    أخنوش: الحكومة دأبت منذ تنصيبها على إطلاق مسلسل إصلاحي جديد وعميق يحقق نهضة تربوية وثورة تعليمية    الكاف يعلن انتصار نهضة بركان على اتحاد العاصمة الجزائري    وزير النقل… المغرب ملتزم بقوة لفائدة إزالة الكربون من قطاع النقل    بنكيران يهاجم أخنوش ويقول: الأموال حسمت الانتخابات الجزئية    توقعات بتأجيل كأس أمم أفريقيا المغرب 2025 إلى يناير 2026    حملة أمنية غير مسبوقة على الدراجات النارية غير القانونية بالجديدة    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    أخنوش مقدما الحصيلة المرحلية: إجراءات الحكومة هدفها مناعة الأسرة التي هي "النواة الصلبة لكل التدخلات"    خارجية أمريكا: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    صديقي : تحويل النظم الغذائية يتطلب حلولا شاملة ومنهجية    جهة طنجة تناقش تدابير مواجهة الحرائق خلال فصل الصيف    إستعدادُ إسرائيل لهجوم "قريب جداً" على رفح    المغرب سيكون ممثلا بفريقين في كأس العالم للفوتسال    سنطرال دانون تسلط الضوء على التقدم المحقق في برنامج "حليب بلادي" لفلاحة مستدامة ومتجددة    تهديدات بالتصعيد ضد ّبنموسى في حالة إصدار عقوبات "انتقامية" في حقّ الأساتذة الموقوفين    أيام قليلة على انتهاء إحصاء الأشخاص الذين يمكن استدعاؤهم لتشكيل فوج المجندين .. شباب أمام فرصة جديدة للاستفادة من تكوين متميز يفتح لهم آفاقا مهنية واعدة    برنامج دعم السكن.. معطيات رسمية: 8500 استفدو وشراو ديور وكثر من 65 ألف طلب للدعم منهم 38 فالمائة عيالات    الولايات المتحدة تنذر "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    الفوائد الصحية للبروكلي .. كنز من المعادن والفيتامينات    دراسة: النظام الغذائي المتوازن قد يساهم في تحسين صحة الدماغ    مدير المنظمة العالمية للملكية الفكرية : الملكية الفكرية تدعم جميع جوانب الحياة في المغرب، بما في ذلك الزليج    أفلام متوسطية جديدة تتنافس على جوائز مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط    إعلان فوز المنتخب المغربي لكرة اليد بعد انسحاب نظيره الجزائري    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و262 شهيدا منذ بدء الحرب    مقترح قانون لتقنين استخدم الذكاء الاصطناعي في المغرب    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون        اختتام فعاليات الويكاند المسرحي الثالث بآيت ورير    كلمة : الأغلبية والمناصب أولا !    مبادرة مغربية تراسل سفراء دول غربية للمطالبة بوقف دعم الكيان الصهيوني وفرض وقف فوري للحرب على غزة    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    جلسة قرائية تحتفي ب"ثربانتس" باليوم العالمي للكتاب    الموت يفجع شيماء عبد العزيز    أسعار الذهب تواصل الانخفاض    "الراصد الوطني للنشر والقراءة" في ضيافة ثانوية الشريف الرضي الإعدادية بعرباوة    صدور رواية "أحاسيس وصور" للكاتب المغربي مصطفى إسماعيلي    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    لقاء يستحضر مسار السوسيولوجي محمد جسوس من القرويين إلى "برينستون"    الأمثال العامية بتطوان... (580)    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جهود الزاوية الكتانية في خدمة السنة والسيرة (*) 2
نشر في العلم يوم 24 - 09 - 2010

أما الزوايا ومفردها زاوية وهي المكان المخصص للتعبد، وإيواء الواردين المحتاجين، وإطعامهم، ويسمى في الشرق (خانقاه)، وقد عرفت دائرة المعارف الإسلامية الزاوية بقولها:
«مدرسة دينية ودار مجانية للضيافة» (1) هذا ولم يعرف المغرب الزوايا بهذا المعنى إلا بعد القرن الخامس الهجري، حيث كانت تعرف (بدار الكرامة) التي بناها يعقوب المنصور الموحدي بمراكش، ثم أصبحت تعرف فيما بعد على عهد المرينيين (بدار الضيوف)، وهي الزوايا التي بناها المرينيون وعرفت بهذا الإسم» (2) مثل:
الزاوية العظمى التي بناها أبو عنان المريني خارج فاس/وذكرها ابن بطوطة في رحلته، وتحدث عنها بقوله: «إنها أعظم زاوية شيدها في المغرب والمشرق، تقع على غدير الحمص (وادي الجواهر) ، خارج المدينة البيضاء (فاس الجديد)، وقد جدد الدلائيون بناءها أيام انتقالهم إلى فاس، ولم يبق منها إلا أطلالها اليوم.
وأقدم ما نعرف من الزوايا بالمغرب هي زوايا الشيخ أبي محمد صالح الماجري (631/33 1234) في آسفي، وقد انتشرت زواياه في المغرب ومصر حتى بلغت ستا وأربعين زاوية، وذلك لأنه كان يشجع أصحابه ومريديه على الحج، ويدعوهم إلى اتخاذ الزوايا والاستكثار منها وخاصة في طريقهم إلى الحج، ليأووا إليها في مراحل سفرهم حتى إذا جاء القرن الثامن الهجري، كثرت الزوايا بالمغرب، وانتشرت في أنحائه وجهاته، وقامت حولها مدارس العلم يقيم فيها طلبته وتلاميذه. الأمر الذي دفع ملوك بني مرين لإقامة المدارس بجانب المراكز الثقافية الكبرى (4).
ومع مرور الزمن تطور أمر الزوايا، وزادت أهميتها وخاصة خلال القرن العاشر الهجري، وبعد احتلال الأندلس من قبل النصارى، وامتداد أطماعهم الى الثغور المغربية أيام الدولة الوطاسية، وبسبب ضعفها في مقاومتهم حيث امتد نشاط الزوايا الى دعوة الناس إلى الجهاد، ومقاومة التدخل الأجنبي، وحثهم على الدفاع عن حوزة الوطن، والذود عن حمى البلاد، وقد سارع الناس استجابة لنداء رجال الزوايا الى محاربة البرتغال وطردهم من الثغور، وتنصيب الشريف أبي عبد الله القائم السعدي 915 923 ملكا على المغرب (5).
هذا وقد عرف تاريخ المغرب السياسي والفكري والديني زوايا عظيمة كان لها دور عظيم، في نشر الوعي الديني والثقافي، وتحرير البلاد من سيطرة الأجنبي وعتوه، كما كان لها الدور الكبير في نشر السنة وكتبها، وإعلاء شأن رواية الصحيح وتعليمه، وتركيز السيرة النبوية في قلوب الناشئة وعقولها، وترسيخ إشعاعها ونورها، وتوجيهاتها في المجتمع وبين أفراده، ليسيروا على هديها ، ويتعلموا من دروسها، ويقتبسوا من مددها.
وهكذا نجد في مقدمة الزوايا التي انتشرت في المغرب ووجهت الناس، وأحسنت توجيههم، وعمقت دراسة السيرة وحبها في الأوساط المغربية، ونشرت السنة النبوية، وغرست حبها في القلوب قبل العقول، رواية ودراية، حتى سارع الناس إلى تعلمها وتعليمها، ودراستها وتدريسها، وحفظها واستيعابها ، والتعمق في أهدافها ومقاصدها، فنشأ بذلك حفاظها وانتشروا، وتكون أجيال من العلماء والأئمة والمجتهدين فيها، وكتبوا وأبدعوا الشروح والحواشي والتعاليق، وتفننوا فيما كتبوا وأبدعوا حتى اشتهروا في العالم الإسلامي حفاظا ومحدثين، وشارحين ومبدعين، في مجالها وعلومها وفنونها.
إننا نجد في مقدمة هاته الزوايا التي خدمت السنة ونشرتها الزوايا: الدلائية، والفاسية، والعياشية، والكتانية، لما كان لها من آثار جمة في نشر السنة والحفاظ عليها، وتجذير محبتها وخدمتها، والعناية بها بين الناس (6).
فالزوايا مؤسسات دينية واجتماعية وثقافية تعتبر جزءا أساسيا في المجتمع المدني، وظيفتها تأطير المواطنين دينيا، وتوجيههم روحيا، وقيادتهم سلوكيا وتربويا ، فهي مرشدة الأمة، وموجهة المجتمع أفرادا وجماعات، خاصة في المجالين الأخلاقي والجهادي دفاعا عن كيان الأمة واستقلالها ووحدتها، لما لها من دور فعال في استقرار الأمة وتوازنها، كي لا يطغى جانب الفساد، أو تختل الموازين، فتتغلب المذاهب الهدامة، والنظريات الغريبة التي تفسد العقول وتبلبل الأفكار ، ومن هنا كان دورها فاعلا وبارزا في تاريخنا الطويل، وكان الاهتمام بها كبيرا، واحترام استقلالها وسلوكها حتى تستمر في أداء دورها الاجتماعي والفكري الفعال، فهي كالأحزاب لا يمكن التدخل فيها، أو تعيين شيوخها، أو رسم سياستها كي تقوم بتأطير المجتمع وتربيته وتهذيبه، وتحافظ على رسالتها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولقد كان دور الزوايا وما يزال بارزا وهاما في البوادي والقرى خاصة، باعتبارها مراكز لحراسة الدين ، ودفع المواطنين لأداء شعائرهم الدينية، والحفاظ على أركان الإسلام من صلاة وزكاة وحج وغيرها، والالتزام بأصول الدين من أخلاق وقيم ومبادئ، حتى إذا ضعفت وقلت انحسر دورها بعد الاستقلال، وأصبحت الحاضرة والبادية جميعا مرتعا لقلة الدين، والتقاعس عن أداء شعائره، وانتشار الموبقات والرذائل من خمر ودخان، وزنى وقمار وغيرها، خاصة وأن وزارة الأوقاف لم تستطع ملء فراغها، ولا القيام برسالتها، سواء في المساجد أو في أنحاء المجتمع مدنه وقراه.
كما انحسر الدور الاجتماعي والتكافلي للزوايا إلى حد كبير، مما اتسعت معه رقعة الفقر، ومجال الحاجة والتسول، وكفالة الأيتام والأرامل والفقراء بخاصة، مما يدعو بإلحاح إلى تقوية دور الزوايا، وإحيائها، ودعمها، دون التدخل في سيرها أو شؤونها، وننوه هنا بالذات بالدورين الكبيرين التكافلي والاجتماعي لزاويتي مولاي إدريس الأكبر، ومولاي إدريس الأزهر، وكذا زوايا الرجال السبعة بمراكش وفي غيرها من المدن المغربية(7)، بما قامت به وتقوم هذه الزوايا العتيدة من دور كبير وفعال في المجالين التكافلي والاجتماعي، والإرشادي والتعليمي.
الزاوية الكتانية ومراحل نشوئها:
قبل أن نتحدث عن مراحل نشوء الزاوية الكتانية وتاريخها وما قامت به من أدوار فعالة في المجتمع، وما أنجزته من أعمال، لابد من الإلمام قليلا بالأسرة الكتانية صاحبة الزاوية، وبيان ما اشتهرت به من صفات وخصائص، وما حققته لبلادنا من نتائج في المجال الديني والاجتماعي والدعوي.
لقد اشتهر البيت الكتاني بالصلاح والفضل والعلم وأعطي المحبوبية كما تحدث أبو حامد العربي الدرقاوي قائلا عن البيت الكتاني: «لو بقي من الواحد منهم عجب الذنب لما وجدته إلا محبوبا أو فيه شيء من المحبوبية».
فقد منَّ الله عليهم بالمحبوبية كما قال المفتي عبد الودود التازي فيهم:
إن الكرام إذا عمت محبتهم جروا على صفحات الخير أذيالا
هم الخيار لمن أتى لحبهم مدوا البذل أفعالا وأقوالا
وكيف لا وهم في المجد قد غرقوا ترى لهم في صميم المجد أقوالا
وكل كتاني منهم على سمة أحسن بها سمة برا وإقبالا (8)
وقال العلامة المؤرخ أحمد بن الحاج في حقهم:
«ولازالت الولاية فيهم إلى الآن موجودة، وأن يكون فيهم الولي في سائر السنين والأعوام(9)، وقال القطب مولاي الطيب الكتاني: «إن الأوتاد - الطائفة المعروفة من الأولياء - لا تكون إلا من هذه الشعبة الكتانية» وقال أيضا: «نحن معاشر الكتانيين إدامنا - أي سرنا - فينا، لا نحتاج لإدام أحد» وقال صاحب الدر السني: «هم من شعب الأدارسة أي الكتانيين الذين آثارهم واضحة غير دارسة نسبهم أوصل نسب، وسببهم أوثق سبب، وبيتهم بيت مسكنة وعفاف وتواضع(10).
وقد اشتهر هذا البيت اليوم في مشارق الأرض ومغاربها بعلوم ثلاثة أجمع على الإذعان لهم فيها الكبير والصغير، وهي الحديث، والتصوف، والتاريخ، ولست ترى محدثا في الدنيا إلا ويعرف لأئمة هذا البيت حقهم، ويفتخر بالانتساب إليهم، ولو بالإجازة بالمكاتبة، كما انتشر لهذا البيت الكتاني من التآليف في الفنون المختلفة، والعلوم الشريفة، ما لم يخرج من بيت آخر.
مراحل نشوء الزاوية الكتانية:
هذا ويعتبر أول من اتخذ زاوية للكتانيين بالقطانيين من فاس هو الشيخ سيدي محمد بن عبد الواحد الشهير بالكبير بن أحمد الكتاني، ولد بفاس في شعبان من سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف (1234 ه)، ونشأ في صيانة وعفاف، وكان له اجتهاد في الذكر والعبادة، عظيم المحبة لقطب المغرب المولى إدريس، كثير الزيارة لضريحه والصلاة فيه، وكان له أتباع ومريدون يجتمعون معه في زاويته، يعقدون حلقة الذكر، ويقرأون الأحزاب وغيرها(11).
أخذ عن جماعة من العلماء منهم سيدي محمد بن الطيب الصقلي العارف، وسيدي محمد بن الحفيد الدباغ، والإمام سيدي محمد بن القاسم القندوسي وهو عمدته.
وكان له مجلس علم بالزاوية المذكورة يجلس فيه للمذاكرة مع أصحابه، ويسرد بعضهم بحضرته عدة كتب من كتب الوعظ، والحديث، والسير، والتصوف،
وغيرها، وقد كتب أحزابا صوفية، كما كان له قصيدة همزية في مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام، شرحها تلميذه سيدي جعفر بن إدريس الكتاني، وأخرى ميمية في المدح أيضا، وله العلوم المحمدية، والمقامات في الإشارة على حروف الهيللة وقد قضى حياته داعيا إلى الله بالحال والمقال إلى أن توفي في ذي القعدة عام 1289 ودفن بزاويته هناك.
وإذا كان الشيخ المذكور هو الذي اتخذ زاوية للكتانيين وعمرها بالعبادة والذكر، وتربية الناس، والتدريس والتعليم، ثم خلفه من بعده ولده جبل السنة ومحييها سيدي عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد الكتاني الحسني، فإن المؤسس الحقيقي للزاوية الكتانية وطريقتها، والواضع لأحزابها وأورادها، والمحيي للسنة عن طريقها في سائر بلاد المغرب، والذي اشتهر أمره، وذاع صيته، وكثر مريدوه وأتباعه بجميع الأصقاع المغربية والمشرقية، وأصبحت له في كل مدينة وقرية ومدشر زاوية يعمرها الأتباع والمريدون بالذكر والعبادة والعلم، كما عرفت له زوايا بالجزائر في تلمسان، ومصر، والاسكندرية، وبجاوة (12) بأندونيسيا وفي غيرها من أنحاء العالم الإسلامي، حيث انتشرت طريقته انتشارا منقطع النظير، ومازالت زواياه إلى الآن عامرة قائمة بذكر الله، وتعليم كتابه، ونشر سنة رسوله، وتخرج في حلقاتها ومجالسها مئات بل آلاف من نبغاء العلماء، ونجباء الدعاة، ونبدأ بالتعريف بالشيخ المؤسس سيدي محمد بن عبد الكبير، ودوره في نشر الحديث الصحيح، وإحياء السنة بالزاوية الكتانية، وفي غيرها من المدن المغربية، وخلال رحلته المشرقية للحج، وترجمة كبار رواد الزاوية الكتانية ونبغائها (13).
هوامش:
(*) نص المحاضرة التي أعدها خادم السنة النبوية د. يوسف الكتاني لمناسبة تكريمه من طرف فريق البحث في السنة والسيرة بكلية الآداب سايس في فاس.
1) دائرة المعارف الإسلامية العدد التاسع المجلد العاشر ص 332.
2) الزاوية الدلائية ص 25.
3) تحفة النظار ص 22 و ص 177، طبعة وادي النيل القاهرة 1287.
4) المسند الصحيح الحسن ص 158 وما بعدها.
5) الزاوية الدلائية ، ص 26.
6) مدرسة الإمام البخاري في المغرب 483/2.
7) انظر مقدمة كتابنا الطريقة الكتانية 11/3 و 13.
8) المظاهر السامية للشيخ عبد الحي الكتاني ص 288.
9) الدر المنتخب المستحسن ث 290
10) المظاهر السامية ص 289.
11) فهرس جعفر بن إدريس الكتاني ص 43 مطبوع نظم الدر واللآل في شرفاء عقبة بن صوال محمد الطالب بن محمد بن الحاج.
12) فهرس جعفر الكتاني ص 44.
13) انظر تفصيل ذلك في المظاهر السامية ص 292 و ما بعدها، وكتابنا مدرسة الإمام البخاري في المغرب 517/2 وما بعدها وكتابنا «أعلام المحدثين في المغرب» و«عبقرية الإمام البخاري» ص 213.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.