تستجمع قوى يمينية إسبانية متطرفة، وأخرى استعمارية، وثالثة استئجارية (إن صح التعبير) قواها لتنظيم قافلة من المراكب البحرية تنطلق من جزر الكناري الإسبانية إلى ميناء مدينة العيون المغربية، هذه الأوساط تفطنت إلى أهمية توظيف صورة أسطول الحرية الذي فضح السلوك الإبادي للكيان الصهيوني. لايمكن للمغاربة أن يستمروا في قبول السلوكات الاستفزازية لأوساط إسبانية لها نيات مبيتة ضد المغرب والمغاربة، ولذلك فإن المبادرة الاستفزازية ستخلف ردود فعل عنيفة في جميع الأوساط الشعبية والرسمية داخل بلادنا. إذا صح القول بأن هذه القافلة ستنطلق من ميناء جزر الكناري القريبة من مدينة العيون المغربية فإن السلطات الاسبانية ستكون مسؤولة عن هذا الفعل مسؤولية مباشرة مما سيكون له تأثير مباشر وخطير على العلاقات المغربية الاسبانية، وإذا ماسمحت بتنظيم هذه القافلة الاستفزازية من ميناء يوجد في منطقة خاضعة لسيادتها وتطبق فيها القوانين الإسبانية فإنها ستكون مؤطرة لهذه المبادرة الاستفزازية وراعية لها، وفي هذه الحالة من الطبيعي أن يقدم المغاربة على خطوات مماثلة، كأن تنطلق قوافل الحرية من عدة موانئ مغربية خصوصا في منطقة الشمال المغربي وتحط الرحال في ميناءي سبتة ومليلية المحتلتين للمطالبة من داخل الثغور المغربية المحتلة باستقلالها وتحريرها. إن المغاربة لايقبلون أية مزايدة في هذا الصدد، والقافلة التي لن تصل بكل تأكيد إلى ميناء العيون كان عليها أن تتجه إلى ميناء جبل طارق، ألا تطالب اسبانيا بإلحاق هذا الموقع بترابها؟ أم أن بعض الإسبان لايقدرون على فتح أفواههم أمام البريطانيين، ألا يتعلق الأمر بالخوف من قوة عظمى لاتقبل المزايدات.. أما المغرب فهو تلك العتبة الصغيرة، على كل حال، خاطئ من لايزال يتعامل مع المغاربة بعقلية استعمارية استعلائية؟!!