يعاني العاملين بالمنازل في "لبنان" من أسوء تمييز في منطقة "الشرق الأوسط" بكاملها، هكذا بدأت الكاتبة "نسرين مالك" مقالها بصحيفة "الجارديان" البريطانية عن التمييز وسوء المعاملة تجاه شريحة العمال في "لبنان". حيث تم نشر فيديو على الأنترنت الأسبوع الماضي، يظهر خادمة أثيوبية وهي تتعرض للضرب والسحل، في لقطات مؤلمة طوال الفيديو، تتعرض الخادمة إلى الركل والشتائم، ثم يتم جرها داخل سيارة يملكها المواطن الذي يدير الوكالة التي تعمل لديها. قبل أن تقول الخادمة أنها رفضت الترحيل إلى "أثيوبيا" لكنها لا تريد أيضا العودة إلى مكان عملها. فالرجل الذي تعمل لديه يأمرها بالصمت التام، وعلى الرغم من قيام الجيران بحثه على تركها وشأنها، فهم لم يتدخلوا لمنعه. ومما لاشك فيه فقد أثار الفيديو غضبا واهتماما واسعا من منظمات حقوق الإنسان داخل وخارج "لبنان" وأشاروا إلى أن المرأة بالفيديو نقلت إلى المستشفى لاحقا، بعد أن شنقت نفسها باستخدام ملاءة السرير. وتشير الكاتبة "نسرين" إلى أن هذا ليس حادثا نادرا أو منعزلا، فخدم المنازل في "لبنان" لا يمثلون فقط امرأة بدون وقاية من قبل الأقارب أو الأصدقاء في بيئة عمل غريبة، بل هم أيضا في الدرجة السفلى من السلم الإقتصادي، وبتعرضهم للعنصرية، يصبحون في الجزء السفلي من أطياف المجتمع. ففي منطقة "الشرق الأوسط" قواعد وحقوق رعاية العمال الأجانب تعتمد على أساس الجنسية ولون البشرة، لتمكين التضحية بهؤلاء النسوة. وتظهر قصص سوء معاملة العمال المحليين والأجانب في "لبنان" بانتظام، بعضها محزن، والأخر مثير للسخرية، العام الماضي مثلا، كان على بار في "بيروت" أن يلغي حفلة تنكرية، يرتدي فيها جميع المدعوين لباس الخادمات، حيث جاء الإعلان: "صمم زي الخادمة الخاص بك، تكلم مثلهم، لكي تبدو ك"فلبينية". وفي سنة 2010 إعتدى مجموعة من اللبنانيين على سودانيين ينظمون حفلا لدعم مؤسسة خيرية للسرطان، لتكتمل سلسلة المواقف المحرجة. وقد أفادت منظمة "هيومان رايتس ووتش" في سنة 2008 أن "يتوفى العاملات بالمنازل في "لبنان" بمعدل واحدة كل أسبوع"، لتصبح ظاهرة واسعة الإنتشار، خاصة بين الأثيوبيين، لدرجة قيام أحد المدونين اللبنانيين بتخصيص موقع إلكتروني تحت إسم "إنتحار الأثيوبيين"، لتوثيق حالات القتل والإنتحار والظروف المؤدية لذلك. ونشر مكتب العمل الدولي تقريرا عن العمال الأجانب في "لبنان" وجاء فيه: "يعيش العمال المهاجرين في حالة من الهرب بسبب "العمل غير الحر"، بمعنى أنهم ليس لديهم الحق في اختيار صاحب العمل دون إذن صريح من سلطات الدولة. كما أنهم ليس لديهم الحق في الإستقالة من عملهم لدى كفيلهم "أصحاب العمل"، ويكون العمال عرضة للإعتقال أو السجن والترحيل". وتنهي الكاتبة مقالها بالإستعانة بكلمات "فرح سالكة" من حركة مناهضة للعنصرية أنه حان الوقت لإعادة تعريف كلمة "عنصرية" في "لبنان" ونأمل أيضا أن تبدأ المنطقة كلها بإعادة تعريف معنى كلمة "التحضر"، لكي لا تصبح فقط عن الملبس والجمال ونمط الحياة الليبرالية، ولكن لتشمل أيضا التعاطف مع غيرهم من البشر بغض النظر عن العرق أو الجنسية.