أجرى رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، والوفد النيابي المرافق له، أمس الجمعة بهلسنكي، سلسلة مباحثات مع مسؤولين برلمانيين وحكوميين بجمهورية فنلندا. وعقد الطالبي العلمي والوفد المرافق له، لقاءات عمل مع كل من رئيس البرلمان الفنلندي، آلا-آهو جوسي كريستيان، ووزيرة الزراعة والغابات، ساري إسايا، ونائبة رئيس البرلمان، تارجا فيلاتوف، ورئيسة اللجنة الكبرى، سارا-صوفيا سيرين، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية، جوهانيس كوسكنين، وأعضاء مجموعة الصداقة البرلمانية برئاسة إينكا هوبسي، وكذا مختلف الكتل البرلمانية الفنلندية. وذكر بلاغ لمجلس النواب أنه خلال هذه المباحثات، التي حضرها عن الجانب المغربي، كل من رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، محمد شوكي، ورئيس فريق التقدم والاشتراكية، رشيد حموني، وسفير صاحب الجلالة لدى فنلندا وإستونيا، محمد أشكالو، تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الثنائي المغربي-الفنلندي في مختلف أبعاده وخاصة البرلماني، ومواصلة التنسيق وتبادل التجارب والخبرات في القضايا ذات الأولية للبلدين. وتناول الطرفان خلال هذه المباحثات، التي تخللتها زيارات ميدانية للاطلاع على التجربة الفنلندية في عدة قطاعات، العلاقات بين البلدين التي تعرف دينامية خاصة تجد سندها في تجذرها التاريخي والتقائية وجهات النظر بشأن العديد من القضايا ذات راهنية من قبيل التغيرات المناخية وتحديات الهجرة واللجوء والفلاحة والأمن الغذائي، وكذا سعي البلدين الدؤوب لإقرار السلم والأمن الدوليين وحل النزاعات بالطرق السلمية، وسمو مبدأ احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وبهذه المناسبة، أكد الجانب الفنلندي على أهمية العلاقات البرلمانية في الدفع بالعلاقات الثنائية بين البلدين، عبر توضيح وتقريب وجهات النظر والتنسيق في مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية وتكثيف التواصل البرلماني، وكمشرعين توفير الظروف الملائمة لتعزيز التعاون خاصة التجاري. وشدد المسؤولون الفنلنديون، يضيف البلاغ، على أن « المغرب شريك مهم لبلدهم، وأن البلدين يواجهان نفس التحديات المتعلقة بالانتقال نحو الطاقات المتجددة والحفاظ على البيئة »، مشيدين في هذا المحور « بالإصلاحات العميقة التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ». وأجمع الجانب البرلماني الفلندي، خاصة رئيس البرلمان، ورئيسة اللجنة الكبرى المختصة في الشؤون الأوربية، وكذا رئيس لجنة الخارجية، على الأهمية الاستراتيجية للمملكة المغربية كشريك للاتحاد الأوربي، وركيزة أساسية للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة، مشيدين بالمغرب كشريك موثوق لفنلندا والاتحاد الأوربي، وبتعاونه البناء في مجموعة من المجالات، بما فيها الأمن والهجرة والطاقة وغيرها من القطاعات. من جهته، أكد رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له، على متانة علاقات الصداقة التي تجمع المغرب وفنلندا، مشيرين إلى أن البلدين يتقاسمان ذات القيم المرتبطة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية. وبهذه المناسبة، عبر الطالبي العلمي عن شكره وتقديره لموقف جمهورية فنلندا المساند للوحدة الترابية للمملكة، ولمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب باعتبارها أساسا جيدا لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وخلال جلسات النقاش وتبادل وجهات النظر مع المسؤولين الفنلنديين، قدم رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له، نبذة حول الأوراش الكبرى التي انخرطت فيها المملكة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك في مختلف المجالات.