عبر عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي الإسباني المعتمد في الرباط عن ارتياحهم الكبير للمستوى الجيد للعلاقات المغربية الإسبانية في الوقت الراهن، والآفاق التي تنتظر هذه العلاقات في إطار دينامية التفاهم التي تطبعها والرغبة المتبادلة بين الطرفين في تطويرها والسير بها قدما نحو مزيد من القوة والمتانة. وأكد السيد «ألبيرتو أوسيلاي اوريش» الوزير المستشار بسفارة المملكة الإسبانية بالرباط أول أمس الثلاثاء في حفل استقبال لعدد من الإعلاميين والشخصيات بمقر إقامة السفير بالرباط أن الطبقة السياسية بإسبانيا سواء في اليمين أو اليسار أصبحت واعية بالوضع الذي أصبح يمثله المغرب بالنسبة لإسبانيا وأن هذا البلد لم يعد ذلك البلد الذي يمثل مشاكل الهجرة ومخاوف عدم الاستقرار، بل انه أصبح يمثل إمكانيات مهمة بالنسبة للاقتصاد الإسباني ولتبادل الاستثمار بين البلدين. واستشهد المسؤول الدبلوماسي بالعدد الكبير للمقاولات الإسبانية العاملة في المغرب والتطور الذي شهده هذا التواجد في الآونة الأخيرة مع اشتداد الأزمة الاقتصادية التي تعصف باقتصاديات أوروبا وإسبانيا وأكد في هذا الخصوص بالدخول الأخير لشركة «ثارا»إحدى أهم الشركات المتخصصة في الألبسة والنسيج الى المغرب وشرائها لأسهم عدد كبير من شركات النسيج المغربية. وكذلك الإمكانيات الاستثمارية التي يمثلها المغرب لعدد آخر من المقاولات الإسبانية. وأشار المسؤول الإسباني الى التقدم الكبير الذي وصلته إسبانيا كمورد للمغرب حيث أنها لأول مرة تتقدم على فرنسا التي كانت دوما أول زبون وأول مورد للمغرب، وهذا يبعث على التفاؤل ويشجع على مزيد من تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وعبر الدبلوماسي الإسباني عن تفاؤله بتطور العلاقات بين البلدين بعد الإصلاحات السياسية العميقة التي عرفها المغرب خصوصا بعد الدستور الجديد، وأكد أن المغرب يشكل مثالا واستثناء في محيطه العربي. وشدد المسؤول الإسباني في الأخير على الوضع الذي يحتله المغرب دائما لدى الإسبان بحكم التاريخ المشترك الذي جمع البلدين لعدة قرون.