احتضن مقر مفتشية الحزب بعمالة ابن مسيك لقاءا تواصليا حول موضوع"الدارالبيضاء 100يوم بعد الخطاب الملكي"أطر هذا اللقاء الذي نظمه فرع الحزب بابن مسيك الأستاذ المناضل الحسين نصر الله عضو اللجنة المركزية للحزب وأحد متتبعي الشأن البيضاوي،وبعد الكلمة التوجيهية للأستاذ أحمد طالب المفتش القليمي للحزب بالمنطقة أشار فيها إلى الدور الفعال الذي يلعبه فرع الحزب بابن مسيك من خلال السهر على العديد من الأنشطة التأطيرية للمواطنين والمناضلين،وهذا اللقاء ليس إلا ثمرة مجهودات جبارة يقوم بها كاتب الفرع،كما أشاد بالأستاذ المؤطر الحسين نصر الله على تفضله لتأطير هذا اللقاء الهام الذي يهم كل البيضاويين،أما عبد الهادي فدودي عضو اللجنة المركزية للحزب فقد تحدث في توطئته على الأهمية القصوى التي تكنها مختلف الخطب الملكية،لأنها نابعة أساسا من قلب ملك مواطن يحب بلده وشعبه،مضيفا أن الخطاب الملكي الأخير هو بمثابة منعطف جديد في تاريخ المغرب الحديث،حيث قدم نموذجا بارزا في ضعف الحكامة التدبيرية،ومشددا على ضرورة الرقي بهذه المدينة التاريخية والإقتصادية لتصبح قطبا ماليا واقتصاديا دوليا بامتياز. الأستاذ الحسين نصر الله عضو اللجنة المركزية ومؤطر اللقاء التواصلي الذي حضره عدد كبير من المناضلين ومتتبعي الشأن المحلي من المواطنين،ابتدأمداخلته بأنه يجب نسجيل مدينة الدارالبيضاء في الكتاب العالمي لتحطيم الأرقام القياسية 100يوم تساوي لاشئ،فصاحب الجلالة استمد تدخله من ثلاثة ركائز هي الفاعل والظرف والمكان،الفاعل هو صاحب الجلالة،والزمان هو افتتاح الدورة التشريعية الحالية،المكان قبة البرلمان،حيث تطرق جلالة الملك في خطابه وأعطى لمدينة الدارالبيضاء بعدا وطنيا وما تلعبه من الناحية الإقتصادية،والسؤوال الجوهري يقول الأستاذ المؤطر هو كيف يتفاعل المسؤولون مع هذا الخطاب،على مستويين الأول محلي ويتضمن المجالس المنتخبة والسلطات المحلية والثاني رئاسة الحكومة.من العيب والعار الإلتفاف على خطاب ملكي واضح وصريح،فجلالة الملك أوصى بالإنكباب على تشخيص الواقع المؤلم للدار البيضاء،وطبيعي أن اللجوء إلى الحلول التسكينية لن يكون مصيرها إلا الفشل،وأضاف الحسين نصر الله بأن الملك يعرف حقيقة الدارالبيضاء منذ مدة زمنية طويلة،وأول زيارة له بعد اعتلائه العرش كانت لمدينة الدارالبيضاء ومن خلالها أعطى المفهوم الجديد للسلطة وأعطى انطلاقة عدد من المشاريع،وأنه اختار عبارات لاتحتاج إلى تأويل،فالدارالبيضاء واقعها مؤلم ومركب ومعقد يستوجب تشخيصا دقيقا قبل مباشرة أي حل محتمل،وكل تعاطي مع معضلة الحاضرة غير مبني على تشخيص علمي ودقيق لن يكون مصيره إلا الفشل،رئيس الحكومة لم يحرك ساكنا في الموضوع ولم يقم بأي رد فعل تجاه هذا الخطاب التاريخي،على الأقل كان يجتمع بكل الوزراء المعنيين بشأن الدارالبيضاء ةالبحث عن السبل الكفيلة لتجاوز الإختلالات التي أشار إليها جلالة الملك،100يوم من عمر قتيل،الوالي الجديد لايمكنه أن يشتغل لأنه بكل بساطة لايتوفر على الإمكانيات وآليات العمل وسلطات القرار،فالوالي لاسلطة له والدليل في ذلك أنه عقد عدة اجتماعات منذ تعيينه وفي الأخير صرح بأنه لايتوفر على الإمكانيات المادية،ولايمكن تنمية الدارالبيضاء إلا بعد إخراج ميثاق اللاتمركز،لأن الديمقراطية المحلية تمشي برجلين اللامركزية واللاتمركز،وقد اقترح الأستاذ الحسين نصر الله بأ يتم تعيين والي ممتاز للدار البيضاء بسلطات متعددة من شأنه أن تساعده على تنمية المدينة. الجميع يتحمل المسؤولية فيما ألت إليه أوضاع المدينة،وعليه يجب على الكل من مواطنين وحكومة وأحزاب سياسية وإدارة ترابية ومجتمع مدني بروح من الأنتماء والنخوة والترفع على الصراعات العقيمة للنهوض بالدارالبيضاء وإخراجها من مستنقع الإختلالات التي أغرقت فيه،واختتم كلمته بأن حزب الإستقلال عاكف على دراسة عميقة وعلمية لتشخيص واقع الحاضرة لتحديد مكامن الداء وسبل الدواء وسيعقد ندوة صحفية لبسط ما آلت إليه الدراسة من نتائج و خلصت إليه من توصيات. الأخ عزيز مومن كاتب فرع الحزب بابن مسيك وعضو مجلس مدينة الدارالبيضاء وهو أحد المعارضين لسياسة مجلس المدينة،فقد قدم في كلمته بأن الدارالبيضاء تعيش وضعية جمود منذ الخطاب الملكي وأن بعض المسؤولين اختفوا عن الأنظار،الأمر الذي ترك المواطن البيضاوي محتارا،هل هناك تغيير شامل،ام التعامل مع أمر الواقع،أم انتظار الإستحقاقات القادة لتعصف بالرؤوس المسؤولة عن سوء تدبير المدينة،وشرح الأخ مومن أنه كان من الواجب على عدد من المسؤولين تقديم استقالتهم أو استقالة جماعية،بل الخطير في الأمر أن بعض المسؤولين أصبحوا أكثر حضورا في الساحة وكأنهم يتحدون الخطاب الملكي ويوجهون إشارات قوية أنهم فوق المحاسبة،فالدارالبيضاء يقول الأخ مومن مهددة بالإفلاس مداخيلها وجباياتها في تراجع مهول،كما فضح تلاعبات ليدك خاصة في المشاريع الكبرى للتطهير،وكيف تحول مشروع بناء قناة لحماية واد بوسكورة من ليدك إلى شركة أخرى في سرية تامة،كذلك امتلاك بعض الأشخاص النافذين بشركة ليدك ومجلس المدينة لشركات خاصة تنجز صفقات بمبالغ مالية ضخمة لصالح شركة ليدك،كذلك الشأن في قطاع النظافة ذلك أن شخصية نافذة بمجلس المدينة هي التي تختار الشركة لتفوز بصفقة النظافة مع الرفع من الإعتمادات المالية المخصصة دون أي تحسن في الخدمات،أما السكن غير اللائق فيكفي أن نعدد عدد الوقفات الإحتجاجية التي تندد بالفساد وسوء تدبير عمليات محاربة السكن غير اللائق،فالمنازل العشوائية لازالت في استمرار،وقد استعرض الأخ عزيز مومن كل القطاعات التي تشوبها عيوب كثيرة والتي يتحمل مسؤوليتها أشخاص لهم عدة مهام ومناصب وفي حقيقة الأمر هم الذين أوصلوا الدارالبيضاء إلى هذه الحالة. مداخلات الحاضرين ارتكزت بالأساس على الوضعية الكارثية للعاصمة الإقتصادية مشيدين بالخطاب الملكي الذي فضح جميع الإختلالات،وهناك من ينادي بالمحاسبة وآخرون يطالبون بالمعاقبة.