ما زال الوسط الفني يعمه الحزن لفقدان الفنانة اللبنانية صباح, أحد الأصوات النسوية القوية في لبنان, الملقبة ب"شحرورة العرب"، فقد توفيت يوم الأربعاء الماضي عن عمر يناهز 87 عاما إثر وعكة صحية مفاجئة. ولدت الفنانة صباح واسمها الحقيقي جانيت جرجس الفغالي عام 1927 ببلدة بدادون بقضاء عالية بمحافظة جبل لبنان, وهي تعرف أيضا باسم "الشحرورة" و"الصبوحة". وانطلقت مسيرة الشحرورة فى بدايات أربعينيات القرن الماضي كمطربة قبل أن تدخل عالم التمثيل حيث نسبت اليها أدوار في عدد كبير من الأفلام المصرية حيث مثلت الى جانب كوكبة من فناني الشاشة العربية على غرار فريد الأطرش ورشدي اباضة وعبد الحليم حافظ. ومن بين الأفلام التي شاركت فيها : "بنت الشرق" (1946) و"ازاي أنساك " (1956) و"شارع الحب" (1959) و"الليالي الدافئة" (1962) و"ليلة بكى فيها القمر" (1980). وبعد أم كلثوم في أواخر الستينيات تعتبر صباح ثاني فنانة عربية تغني على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية وذلك في منتصف سبعينيات القرن العشرين كما وقفت على مسارح عالمية أخرى كأرناغري في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني وقصرالفنون في بلجيكا و قاعة ألبرت هول بلندن وكذلك على مسارح لاس فيغاس وغيرها. وتركت الراحلة رصيدا غنائيا يثري سجل الأغنية العربية بما يربو عن 3500 أغنية من بينها أغاني المهرجانات والأفلام والمسرحيات وغنت لعمالقة التلحين بالعالم العربي. ومن أشهر أغاني الشحرورة أغنيات "عالضيعة" و"يانا يانا" و"يا دلع دلع" كما شاركت في نشيد "الوطن الأكبر" الذي وضعه موسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب فضلا عن مجموعة من أعمدة الطرب العربي. وامتد نشاط صباح في مجال الغناء والتمثيل في كل من القاهرة وبيروت إلى أوائل العقد الأول من القرن ال21 وحققت أغاني الراحلة انتشارا عربيا واسعا. وبرحيل الفنانة اللبنانية صباح تختفي نجمة لامعة أخرى من سماء الطرب العربي بعد أن رحلت عن عالمنا في السنوات القليلة الماضية، قامات فنية أخرى أثرت برصديها الموسيقي الغناء العربي من أمثال وديع الصافي ووردة الجزائرية.
