خارج إطارهات الروتيني، وتصريحاتهت التي لا تحمل جديدا ولا تخرج عن الإطار العام الذي وضعته الأممالمتحدة منذ فترة طويلة لتدبير ملف النزاع المفتعل في الصحراء , تعكس تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بمحطات جولته إلى المنطقة أبعادا مستفزة للرباط والمغرب في أكثر من جملة و كلمة وظفها بان كي مون في ردود فعله و مواقفه المسجلة بكل من نواكشوط وتندوف ثم الجزائر في انتظار أن تتضح الصورة أكثر مع حمولةت التقرير الذي سيرفعه بعد أقل من شهر إلى مجلس الأمن حول تطورات الملف و الذي سيمثل أرضية لصيغة القرار الذي سيصدر عن الهيئة التنفيذية للمنظمة. بان كي مون وبغض النظر عن الحمولة الإنسانية التي غلف بها تصريحاته و ذات الصلة بالوضع المأساويت لعشرات آلاف الصحراويين المحتجزين بالمخيمات والذي وصفه بالتراجيدي، وظف عباراتت بحمولة سياسية عنيفة ومستفزة تطرح تساؤلات مشروعة عن مدى التزام المسؤول الأممي الأول بسلوك الحياد الذي يفترضه وضعت وظيفة الوساطة التي يضطلع بها باسم المجتمع الدوليت وتعكس معيار مصداقية المنظمة التي يقودها. الواضح أن السيد بان كي مون اندفع أكثر من اللازم و انساق بسلاسة و يسر، ودونما تقدير للعواقب وراء البروباغندا الانفصالية ، وظل يردد عدة مراتت وبشكل مبالغ فيه ومريب اسطوانة حق تقرير المصير ، و يبحث عن تبريرات يسوقها لشعب وهميت يغطي بها ما يزعم أنه فشل المجتمع الدولي و إهماله للصحراويين الذي لم يتبق لبان إلا أن يحجز مقعدا لجمهورية الوهم التي تتاجر بمعاناتهمت بين أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة . الأكيد أن السيد بان كي مونت الذي يدرك جيدا حدود التفويض الذي يؤطر مهام الوساطة الأممية من أجل إيجاد حل سياسي متوافق عليه للنزاع , يحاول أن يحرك مسلسل المفاوضات الجامدة بخيارت الصدمة الكفيلةت تباستدراج أطراف المعادلة إلى طاولة التفاوض تحت الضغط . الأمين العام للأمم المتحدة يريد أن يعبد الطريق لعودة مبعوثه الشخصي كريستوفر روس إلى المنطقة من منطلق دفع المغرب و جبهة الانفصاليين إلى تحقيق تقدم ملموس في مسار التسوية السياسيةت , و الأكيد أن كل المؤشرات تفترض أن تقرير بان كي مون سيصب في اتجاه تحميل طرفي النزاع مسؤولية مباشرة عن أي إخفاق جديد لمهمة روس تمهيدا لانتزاع المزيد من التنازلات . الطرف الانفصالي الذي استثمر زيارة بان لمخيمات تندوف بشكل مصلحي مفرط و استدرج الأمين العام إلى حدودت ذرف دموع الإحساس بالذنب تجاه الوضع الإنساني المقلق للغاية لساكنة المخيمات ،يوجد حاليا في وضع مريح و محفز و يظهر ذلك بشكل متعمد وهو يقوم بنشاط عسكري غير بعيد من مقر بعثة المينورسو ببئر لحلوت تحت أنظار الأممالمتحدة ، و يسلم بنفس المنطقة التي يعتبرها محررة لبان مطلبا رسميا بتوسيع حدود جمهورية الوهم ، إلى ما وراء السواحل الجنوبية للمملكةت , بينما المغرب الذي سيستقبل بان كي مون الصيف المقبل يجب أن يترقب الأسوء من تقريره المقبل و يجب أن يتحضر بشكل كاف و يعيد ترتيب أوراقهت و خططه جيدا في انتظار استقبال كريستوفر روست بوجه و سلوك مغاير لن يكون في الغالب في صف المصالح العليا للمملكة . قبل سنةت قلنا إن الجارة الجزائر تحضر على نار هادئة ردا مفاجئات للمغرب بعد قرار مجلس الأمن 2218حول الصحراء المغربية و ما حمله من بشائر نصر دبلوماسيت بين للمملكةت و هزيمة مرة للوبي الانفصالي الذي فشل في إقحام الاتحاد الإفريقي عنوة في مسارات التسوية الأممية وأخفق في تعديلت طبيعة مهام المينورسو . معالم هذا الرد تهم حربا ضروسا ضد المملكة على أكثر من واجهة أبرزها جبهة تالثروات الطبيعية للأقاليم الجنوبية التي تقوت بشكل ملفت مطامع البوليساريو تجاهها بدعم بعض الحكومات الأوربية . بان كي مون تناسى فجأة مطلب الأممالمتحدة الملح بفتح مخيمات تندوف أمام فرق الإحصاء التابعة لمفوضية اللاجئين و تحول الى عراب لمعاناة المخيمات و متحمس لضخ المزيد من الأموال والإعاناتت التي تنتهي إلى حسابات القيادة الانفصالية . لا يجب أن نتفاجأ بالجزائر و بعض العواصم الأخرى ترافع الخريف المقبل بمنبر الأممالمتحدة من أجل ملف عضوية الكيان الانفصاليت بحظيرة الأممالمتحدة و بان كي مون شخصيا يزكي هذه العضوية قبل أن يترك مقعده بنيويوركتلخليفته. الأمور لا تبشر بالخير و الأشهر القليلة المقبلة إلى نهاية السنة ستكون عصيبة و ربما مكلفة ولذلك فلا مجالت للخطإ مهما قل شأنه ومن البديهي الإقرار أن كلفة أي تردد أوت تهاون أو تخاذلت لمنظومتنا الدبلوماسية وخططنا الإستراتيجية للدفاع عن حقنا التاريخي ستكون غالية جدا .