على طاولات مهترئة تعرض اللحوم للبيع كل يوم ثلاثاء الذي يصادف السوق الأسبوعي بابن جرير وهي عبارة عن قطع خشبية رثة ومتسخة، تفتقد إلى الشروط الصحية الضرورية، حيث تظل هذه الطاولات على مدى الأسبوع دون عناية، ومعرضة للتلوث والغبار، وتتحول إلى مرحاض مفتوح في وجه العابرين، كما تظهر الصور فضلا على الروائح الكريهة، التي تزكم الأنوف إلى حين يوم السوق الأسبوعي، ليتم استغلالها من جديد في عرض وتقطيع اللحوم، بعد أن تكون الحيوانات والكلاب الضالة، قد قامت بلعق ما تبقى فيها من شحوم وفتات اللحوم والدماء. هذه الكلاب التي تلعب دور المنظف يوم السوق الأسبوعي من خلال أكل ما يرميه الجزارون من مخلفات الذبائح، حيث تتجمع بجانب محلات الجزارة، الشيء الذي يهدد المستهلكين بمخاطر صحية في غياب الجهات المختصة لمراقبة هذه اللحوم والظروف غير الصحية المحيطة بها. وتزداد المخاطر خلال الأيام الصيفية، التي تعرف ارتفاعا في درجة الحرارة، وتصبح هذه اللحوم أكثر عرضة للتلف والتعفن بسبب تأثرها بحرارة الشمس، ناهيك عن الغبار المتطاير فوقها… إن هذا الواقع المزري لعملية بيع اللحوم يوم السوق الأسبوعي من خلال عرضها على طاولات تفتقر إلى ابسط الضروريات ، بات يفرض تحرك الضمائر الحية المسؤولة أكثر من أي وقت مضى لوضع حد للنزيف الذي يهدد أرواح وسلامة المواطنين، وإيفاد لجن مختصة للتأكد من صلاحية اللحوم وتوزيعها على أوسع نطاق لبيعها واستهلاكها من طرف مواطن لا علم له بالظروف التي مرت فيها عملية الذبح والعرض .