تراجع المجلس العسكري الانتقالي في السودان، عن موقفه الذي سبق أن أعلن عنه، بخصوص وقف كل أشكال التفاوض مع قوى الحرية والتغيير السودانية، ليعلن عن استعداد “لتفاوض لا قيد فيه إلا مصلجة الوطن”. وقال رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان، إن المجلس مستعد لتفاوض غير مشروط، لا قيد فيه سوى مصلحة السودان، في حين أكد تجمع المهنيين السودانيين استمرار العصيان المدني حتى إسقاط المجلس.
وبخصوص التدخل الذي شاركت فيه قوات عسكرية لفض اعتضام المحتجين من أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني، قال نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إن المجلس يسعى لفرض هيبة الدولة بالقانون. وأضاف -في خطاب أمام أفراد قوات الدعم السريع بمناسبة عيد الفطر- أن هناك عصابات منظمة تعمل على استهداف قواته بشكل ممنهج، مشيرا إلى أن هذه العصابات تنتحل شخصية أفراد قوات الدعم السريع وتعمل على التحريض والاعتداء عليها وترويع السودانيين. وتابع أن السودان خرج من نظام شمولي إثر عزل الرئيس عمر البشير وكادت البلاد أن تتحول إلى نظام آخر أكثر شمولية، بحسب تعبيره. تأتي هذه التصريحات الجديدة من قيادات المجلس العسكري الانتقالي بعد أن أخفق مجلس الأمن خلال جلسة مشاورات مغلقة في اعتماد بيان بشأن أحداث العنف في السودان بسبب إصرار الصين مدعومة من روسيا، على أن ما يجري يعتبر “شأنا داخليا” سودانيا. كما تتزامن مع إعلان لجنة أطباء السودان المركزية أن حصيلة فض الاعتصامات والمظاهرات في أنحاء البلاد ارتفعت إلى ستين قتيلا، برصاص ما وصفتها بمليشيا المجلس العسكري الغادر. ودعا البرهان في كلمته إلى تأسيس مرحلة جديدة، تعبر عن تطلعات السودانيين. كما عبر عن أسفه لسقوط ضحايا في الأحداث الأخيرة، مؤكدا أن النيابة العامة فتحت تحقيقا عاجلا في الموضوع. ورفضت قوى المعارضة السودانية، وفي مقدمتها تجمع المهنيين السودانيين، هذه الدعوة، مؤكدين عزمهم على الاستمرار في العصيان المدني والإضراب الشامل حتى إسقاط المجلس العسكري، وحماية البلاد مما وصفها “الفوضى الشاملة:. ودعا التجمع الدول والمنظمات الدولية إلى عزل المجلس ووقف التعامل معه، معبرا عن رفضه لما وصفه ب”ارتماء المجلس العسكري الانقلابي في محاور إقليمية”. وطالب التجمع بتفكيك ميليشيات “الجونجويد” وجهاز الأمن التي وصفها ب”كتائب النظام”، ليؤكد تمسك الشعب السوداني بالسلمية ورفض محاولات المجلس العسكري حر البلاد إلى مربع العنف.
