الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    لماذا تصرّ قناة الجزيرة القطرية على الإساءة إلى المغرب رغم اعتراف العالم بوحدته الترابية؟    بطولة ألمانيا لكرة القدم.. فريق أونيون برلين يتعادل مع بايرن ميونيخ (2-2)    كوريا الشمالية تتوج ب"مونديال الناشئات"    البطولة: النادي المكناسي يرتقي إلى المركز الخامس بانتصاره على اتحاد يعقوب المنصور    مدرب مارسيليا: أكرد قد يغيب عن "الكان"    موقف حازم من برلمان باراغواي: الأمم المتحدة أنصفت المغرب ومبادرته للحكم الذاتي هي الحل الواقعي الوحيد    نبيل باها: "قادرون على تقديم أداء أفضل من المباراتين السابقتين"    عائلة سيون أسيدون تقرر جنازة عائلية وتدعو إلى احترام خصوصية التشييع    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. البطلة المغربية سمية إيراوي تحرز الميدالية البرونزية في الجيدو وزن أقل من 52 كلغ    طنجة.. وفاة شاب صدمته سيارة على محج محمد السادس والسائق يلوذ بالفرار    "جيل زد" توجه نداء لجمع الأدلة حول "أحداث القليعة" لكشف الحقيقة    بحضور الوالي التازي والوزير زيدان.. حفل تسليم السلط بين المرزوقي والخلفاوي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    خلاف بين وزارة الإدماج ومكتب التكوين المهني حول مسؤولية تأخر منح المتدربين    طنجة.. الدرك البيئي يحجز نحو طن من أحشاء الأبقار غير الصالحة للاستهلاك    الرباط وتل أبيب تبحثان استئناف الرحلات الجوية المباشرة بعد توقف دام عاماً    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    شبهة الابتزاز والرشوة توقف مفتش شرطة عن العمل بأولاد تايمة    لقاء تشاوري بعمالة المضيق-الفنيدق حول إعداد الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية المندمجة    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    بعد السرقة المثيرة.. متحف اللوفر يعلن تشديد الإجراءات الأمنية    تتويج مغربي في اختتام المسابقة الدولية للصيد السياحي والرياضي بالداخلة    دكاترة متضررون من تأخير نتائج مباراة توظيف أساتذة التعليم العالي يطالبون بالإفراج عن نتائج مباراة توظيف عمرت لأربع سنوات    تشريح أسيدون يرجح "فرضية السقوط"    تدشين المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بالداخلة تعزيزاً للموارد البشرية وتنمية القطاع الحرفي    قطاع غزة يستقبل جثامين فلسطينيين    فضيحة كروية في تركيا.. إيقاف 17 حكما متهما بالمراهنة    السلطة تتهم المئات ب"جريمة الخيانة" في تنزانيا    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالهجرة: المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس تشكل نموذجا للتنمية المشتركة والتضامن البين إفريقي    حمد الله يواصل برنامجا تأهيليا خاصا    العرائش.. البنية الفندقية تتعزز بإطلاق مشروع فندق فاخر "ريكسوس لكسوس" باستثمار ضخم يفوق 100 مليار سنتيم    "صوت الرمل" يكرس مغربية الصحراء ويخلد "خمسينية المسيرة الخضراء"    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    عيد الوحدة والمسيرة الخضراء… حين نادت الصحراء فلبّينا النداء    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    أشرف حكيمي.. بين عين الحسد وضريبة النجاح    انطلاق فعاليات معرض الشارقة للكتاب    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزوجة الزانية
نشر في هسبريس يوم 13 - 05 - 2016

العلاقة بين الرجل والمرأة في الحلال لا تعلوها أية علاقة في الحرام؛ هذه الأخيرة هي من الفواحش. لكن عقوبة الجلد هي فقط للمرأة المتزوجة التي زنت وللذي زنت معه، سواء أكان ذاك الرجل متزوجا أم لا. ولنتذكر أن وقوع المرأة المتزوجة فى الزنا قد يسبب الخلط في النسل عند الأُسَر. نَخْلص إلى هذا الاستنتاج كالآتي.
بادئ ذي بدء سنرى ما المعنى من الاستثناء في ذكر الزانية قبل الزاني في كتاب الله. ثم سيكون قول بخصوص أولاد السفاح. بعدها سيتضح بأن الرجم إلى الموت كعقوبة هو مجرد تراث ولا أساس له في كتاب الله. نعرج أخيرا إلى ما يجب ألا يفعله الزوج لكي لايُعْطي أي تبرير لزوجته للوقوع في الزنا. لكن وقبل كل شيء لنقرأ الآية التي نحن بصددها.
قال تعالى في سورة النور: ”الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿2﴾“. نلاحظ أن كتاب الله لمَّا يشير إلى الرجل والمرأة معا أو الذكر والأنثى معا فهو يبدأ بالمذكر. فمثلا نقرأ ”... وبيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم...“ النور:61، ”إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات...“ الأحزاب:35، ”والسارق والسارقة...“ المائدة:38، و”...من ذكر أو أنثى...“ آل عمران:195. إلا في آية النور:2 فنحن نقرأ ”الزانية والزاني...“. لماذا ياترى هذا الإستثناء؟
قد يقول قائل أن ذِكر الزانية أولا هو لأن المرأة لم تمتنع، أو ربما هي التي تكون غالبا البادئة والمبادرة في الإثارة. لنفرض ذلك. هَبْ أن الرجل هو فعلا غالبا ما يكون المتورط أكثر في السرقة، وهكذا أتى السارق قبل السارقة، وهَبْ أن المرأة غالبا هي التي تجذب الرجل إليها للزنا باستعمال الإثارة وغيره ولهذا جاءت الزانية قبل الزاني. لكن هذا لا يمنع من أنها تتساوى مع الرجل في جزاء السرقة كما أن هذا لا يمنع من أن الرجل يتساوى معها في عدد الجلدات. علاوة على ذلك، بدل من أن يَنْجَرَّ هذا الرجل للزنا مع هذه المرأة التي نفترض أنها هي من تريد منه ذلك، لماذا لم يقْتَدِ بيوسف، مثلا، حين امتنع ولم يُلَبِّ طلب امرأة العزيز التي راودته عن نفسه، يوسف:51؟ ألم يكن لهذا الرجل الخيار في ألا يزني؟ أم أنه كان وقتها سليب الإرادة؟ يبقى إذن أن الزنا في النور:2 حدث بين امرأة زانية ورجل زان، وعقوبتهما واحدة، وهي مائة جلدة لكل منهما بغض النظر عن من حرض من. ما هو يا ترى الزنا المقصود في هذه الآية؟
الزنا هو فاحشة والله حرم الفواحش؛ ”ولا تقربوا الزنا، إنه كان فاحشة وساء سبيلا“ الإسراء:32، ”الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن“ الأعراف:33. ثم إن الله يصف لنا عباد الرحمن في الفرقان:68 أنهم ”... لايزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما“.
الزنا هو الفاحشة التي تتورط فيه إمرأة متزوجة مع رجل. وهكذا بدأت الآية بالمرأة قبل الرجل، لأن ذاك الرجل قد يكون متزوجا أم لا. كيف يفهم هذا من الذِّكْر الحكيم؟ لنقرأ ما جاء في الآيتين 4 و5 من نفس سورة النور”وَالَّذِينَ يَرْ‌مُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْ‌بَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿4﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿5﴾ “. المحصنات هنا هن أولئك المحصنات بحصن الزواج. واتهام المحصنات بالزنا هوأمر جَلَل يستوجب أربعة شهداء. إنه ليس بالأمر الهين لأن فيه خراب بيوت. وفيه أيضا عقوبة صارمة ومُذلة للزوجة الزانية، وأسرتها بما فيها زوجها، ومُذلة أيضا للرجل الزاني وأسرته. كما أن المجتمع قد يرأف، بعد التأكد طبعا من عملية الزنا، فيقرر أن يكون الجلد في السر. أوقد يتحاشى الناس حضور الجلد. لكن الآية تأمر بغير هذا أو ذاك. هناك أمر إلهي بحضور طائفة من المؤمنين وبعدم الرأفة بالزانيين حين التأكد من الزنا. لكن في المقابل فإن عقوبة رميهن بدون شهداء هي 80 جلدة. وهذه أيضا عقوبة صارمة ومُذلة. إثباث الزنا بأربعة شهداء يؤدي إلى الجلد العلني للزانية والزاني 100 جلدة بينما عدم الإثباث يؤدي إلى جلد المتهِم 80 جلدة فقط، وليس من الضرورة أن يكون الجلد علنيا. قد يراد بهذا عدم تثبيط عزيمة من يعتقد فعلا أنه هناك زنا للتقدم والإدلاء به. ما الأمر إن لم يتوفر الشهداء؟ هناك استثناء واحد.
في حالة ما اتهم زوج زوجته بالزنا وليس لديه شهداء، فإن عليهما بالملاعنة لتبثت إدانتها فتُجلد أو أن تَدْرأ عن نفسها عذاب المائة جلدة ”وَالَّذِينَ يَرْ‌مُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْ‌بَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿6﴾ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿7﴾ وَيَدْرَ‌أُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْ‌بَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿8﴾ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿9﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿10﴾“. لا توجد آيات مشابهة عن امرأة اتهمت زوجها وبدون شهداء وماذا عليها أن تفعل في هذه الحالة؛ لاوجود لهذا إطلاقا.
نخلص إذن إلى أن آية النور:2 بدأت بالمؤنث قبل المذكر لأن الأصل في الزنا هو المرأة المتزوجة، والفرع هو الرجل الذي زنى معها سواء أكان متزوجا أم لا. وعندما يحصل هذا وبشهادة أربعة شهداء أو بالملاعنة بين الرجل وزوجته، إن لم يكن لديه أربعة شهداء، فيجب تعذيبهما بمائة جلدة لكل منهما وبحضور طائفة من المؤمنين بدون أن تأخذنا رأفة في دين الله.
وتتابع سورة النور:11-20 في نفس السياق لتحدثنا عن رمي المحصنات، بمعنى اتهامهن بالزنا، فتخبرنا أن الأمر خَطْب عظيم يجب التعامل معه بحذر شديد، وأن ننطلق من أن الأمر مجرد إفك علينا تقصي الحقيقة فيه وإثباتها بدل إطلاق الإشاعات؛ ”إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّ‌ا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِ‌ئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَ‌هُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿11﴾ لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرً‌ا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ﴿12﴾ لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْ‌بَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿13﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿14﴾ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴿15﴾ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴿16﴾ يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿17﴾ وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿18﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿19﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَ‌ءُوفٌ رَّ‌حِيمٌ ﴿20﴾“. رمي المتزوجات شيء جَلَل، لكن في المقابل، لا ينبغي للمرأة المؤمنة بعض الأشياء كما سيلي.
جاء في الممتحنة:12 ”يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِ‌كْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِ‌قْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِ‌ينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْ‌جُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُ‌وفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ‌ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿12﴾“. جزاء السارقة يوجد في المائدة:38-39، و عذاب الزانية يوجد في النور:2 التي نحن بصددها. قتل أولادهن قد تشير هنا في هذا السياق إلى قتل أولاد السفاح، البهتان بين أيديهن قد يشير هنا إلى رضيع بين يديها فتنسبه إلى غير الوالد الجِيني. أما البهتان بين أرجلهن فقد يشير إلى الحمل بين رجليها الذي تنسبه إلى غير الأب الفعلي. إذن أية فاحشة، سواء أكانت زنا، بالاصطلاح القرآني، أم لا، والتي قد تقود إلى نتائج لا تحمد عقباها، يجب عدم القرب منها بالنسبة للمؤمنة. ماذا عن الرجم الذي نسمع عنه؟
جاء في التراث أن المرأة المتزوجة الزانية يجب رجمها إلى الموت؛ وكذلك يُفعل بالرجل المتزوج. كيف سيستقيم هذا مع ما سَيَلي؟ جاء في سورة الأحزاب:30-32 ”يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرً‌ا ﴿30﴾ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَ‌سُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَ‌هَا مَرَّ‌تَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِ‌زْقًا كَرِ‌يمًا ﴿31﴾ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَ‌ضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُ‌وفًا ﴿32﴾ وَقَرْ‌نَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّ‌جْنَ تَبَرُّ‌جَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَ‌سُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّ‌جْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَ‌كُمْ تَطْهِيرً‌ا ﴿33﴾“. عذاب نساء النبي هو الضعف في حالة ما تبثت فاحشة مبينة عليهن، وفي نفس الوقت يُؤتين ضعف الأجر إن عملن صالحا، لأنهن لسن كأحد النساء. وهن قد أُمِرن أيضا أن يُبْقين مرضى القلوب بعيدين عنهن. ونقرأ أيضا في النساء:25 ”وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَ‌هُنَّ بِالْمَعْرُ‌وفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ‌ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ وَأَن تَصْبِرُ‌وا خَيْرٌ‌ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿25﴾“. هذه الآية تدعو إلى نصف العذاب للمرأة المتزوجة في إطار ملك اليمين. فما هو ياترى ضعف عذاب الرجم إلى الموت، بالنسبة لنساء النبي، أو نصف الرجم إلى الموت، بالنسبة لزوجات ملك اليمين؟ هذا لا يوجد طبعا. إذن الرجم إلى الموت لا يصح ولا يستقيم.
الرجم إلى الموت كعذاب للمرأة المتزوجة لا أساس له إذن في القرآن الحكيم. على العكس، الرجم والتهديد به هو من شِيَم أعداء الرُّسُل والمؤمنين.هود:91 ”قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرً‌ا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَ‌اكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَ‌هْطُكَ لَرَ‌جَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ﴿91﴾“، سورة الكهف على لسان الفتية المؤمنين ”إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُ‌وا عَلَيْكُمْ يَرْ‌جُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿20﴾“، مريم:46 ”قَالَ أَرَ‌اغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَ‌اهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْ‌جُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْ‌نِي مَلِيًّا ﴿46﴾“.
قد يقول قائل بأن هناك عقوبة أخرى للزنا لم يُشَر إليها إلى حد الآن. جاء في النساء:15-16 ”وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْ‌بَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿15﴾ وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِ‌ضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّ‌حِيمًا ﴿16﴾“. هاتان الآيتان لاتخصان الزنا وإنما تخصان الفاحشة المتمثلة في الشذوذ الجنسي. عقاب النساء الشاذات جنسيا جاء في الآية 15 بينما عقاب الذًّكَرين الشاذين جنسيا جاء في الآية 16. هل حقا أن المرأة المتزوجة هي التي عادة ما تشرع وتكون هي المبادرة في فاحشة الزنا؟
يشد انتباه القارئ لكتاب الله أن محاولة الاغتصاب الوحيدة لارتكاب الزنا كانت من طرف امرأة متزوجة لرجل أعزب. إمرأة العزيز راودت يوسف عن نفسه؛ لكنه استعصم (يوسف:22-35، 50-53). ويذكرنا القرآن الكريم بالخيانة الزوجية التي ارتكبتها كل من امرأة نوح وامرأة لوط ”ضَرَ‌بَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُ‌وا امْرَ‌أَتَ نُوحٍ وَامْرَ‌أَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ‌ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴿10﴾“. الخيانة الزوجية هو ما يفهم ب ”خانتاهما“ في هذه الآية.
خيانة امرأة نوح نتج عنها ولد غير شرعي، هود:42-46 ”وَهِيَ تَجْرِ‌ي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْ‌كَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿42﴾ قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ‌ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّ‌حِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَ‌قِينَ ﴿43﴾ وَقِيلَ يَا أَرْ‌ضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ‌ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿44﴾ وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّ‌بَّهُ فَقَالَ رَ‌بِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿45﴾قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ‌ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿46﴾ قَالَ رَ‌بِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ‌ لِي وَتَرْ‌حَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿47﴾“. نوح لم يكن يعلم أن لإمرأته إبنا غير شرعي، الذي أشار إليه القرآن، وكان يعتقد أنه هو أبوه الجِيني. ”إنه ليس من أهلك“، كما جاء في الآية 46، أي أن إبن نوح ليس من أهل نوح، ”إنه عمل غير صالح“ أي أن إبن نوح كان نتيجة خيانة زوجة نوح لزوجها.
وعليه فإن الرجل المتزوج الذي ارتكب فاحشة مع إمرأة غير متزوجة، فإنهما لم يزنيا كما استعمل هذا الاصطلاح في الذِّكر الحكيم. لكن لا ننسى أن الله سبحانه وتعالى، كما سبق ذِكْرُه، قد حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولذا فإنهما قد وقعا في الحرام، و ليس في الزنا الذي يجب فيه الجلد. والرجل الغير متزوج الذي ارتكب فاحشة مع إمرأة غير متزوجة فإنهما وقعا في الحرام وليس في الزنا الذي يوجِب الجلد. ولاننسى هنا أن نذكر بأن الله ضرب لنا مثلا بمريم التي أحصنت فرجها فكان لها ما كان (التحريم:12)؛ فلنعتبر. ولنتذكر أيضا أن العلاقة الحلال لا تعلو عليها أية علاقة في الحرام؛ فلنتدبر.
المرأة المتزوجة هي الأصل في الزنا. قد يظن أحد أن المرأة المتزوجة لا تحب الجنس أو على الأقل لا تهتم به كما يهتم به الرجل. وهذا خطأ. قد أشرنا من قبل أن المثل الوحيد لمحاولة الإغتصاب كان من طرف إمرأة، وليس رجل، ومتزوجة فوق هذا وذاك، ونسوة المدينة لم يكن بأحسن حال منها؛ ”وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّ‌سُولُ قَالَ ارْ‌جِعْ إِلَىٰ رَ‌بِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَ‌بِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ﴿50﴾ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَ‌اوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ۚ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَ‌أَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَ‌اوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿51﴾“. واقرأ أيضا عن المرأة (المجادلة:1-4) التي تشتكي زوجها الذي حرم على نفسه مضاجعتها. لو لم تكن المرأة تحب مضاجعة زوجها لها أو أنها تضاجعه لمجرد إرضاء رغبته هو وليس لإرضاء رغبتها هي الأخرى، فلِمَ الاشتكاء إذن من اعتزال زوجها لها؟ هذا يرشدنا إلى الآتي.
يجب على الزوج أن يزيح كل الأعذار عن زوجته لكي لا تبرر الارتماء في أحضان رجل آخر. علاوة على المودة والرحمة التي جعلها ربنا بين المرء وحليلته، مضاجعة الرجل لزوجته هي من سنن الله في خلقه أيضا. وعليه لا يجوز للزوج أن يمتنع خياريا وبشكل أحادي عن مضاجعة زوجته بدون سبب. إن فعل ذلك فعليه بكفَّارة قبل أن يتماسا من جديد. الأمر ليس إذن بالهين. جاء في المجادلة:1-4 ”قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَ‌كُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ‌ ﴿1﴾ الَّذِينَ يُظَاهِرُ‌ونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرً‌ا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورً‌ا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ‌ ﴿2﴾ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُ‌ونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِ‌يرُ‌ رَ‌قَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ‌ ﴿3﴾ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَ‌يْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَ‌سُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِ‌ينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿4﴾“. الحالة الوحيدة التي يأمر الله سبحانه وتعالى الرجل أن يهجر زوجته في المضجع هي للضغط عليها لمراجعة نفسها حين نشوزها؛ ”...وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُ‌وهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِ‌بُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرً‌ا ﴿34﴾“ سورة النساء. هجران الرجل لزوجته في المضجع حين نشوزها يستخدمه للضغط، ليس إلا، وهذا بعد فشل الوعظ وقبل الإضراب عنها نهائيا ومقاطعتها التامة. وسيأتي إن شاء الله بحث مفصل بخصوص هذه الآية، النساء:34، والقوامة.
الزنا الذي تقع فيه المرأة المتزوجة قد يحدث عنه ولادة غير شرعية، كما حدث لنوح، وهذا خلط في النسل. والقرآن الكريم يحث دائما على حسن الاعتناء بأطفالنا، خصوصا اليتامى. ويدعو الرجال إلى الإعتناء بأولادهم، حتى بعد الطلاق. كما أنه لا يحل لمؤمنة أن تنسب حملها أو ولدها إلى غير الأب الفعلي كما جاء من قبل في الممتحنة:12. ويحثنا أيضا على تَوَخِّي ومعرفة الآباء الفعليين للأطفال الذين قد نتبناهم، وهذا شيء جد مهم بالنسبة للأطفال خصوصا من الناحية النفسانية وأيضا لِتَقَفِّي الأمراض الوراثية عندهم مثلا. جاء في الأحزاب:4-5 ”مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَ‌جُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُ‌ونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ۚ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ﴿4﴾ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورً‌ا رَّ‌حِيمًا ﴿5﴾“.
خلاصة القول هو أن العلاقة بين الرجل والمرأة في الحلال لاتعلوها أية علاقة في الحرام؛ وتُعَدُّ هذه الأخيرة فاحشة. الفاحشة أو بعضها كانت وما زالت جريمة، يُعاقب عليها عبر العصور في أنحاء المعمورة، منذ حَمُّو رابي إلى يومنا هذا. عقوبة الفُحْش لاتهدف إلى عقاب المجرمَيْن فحسب، وإنما لها دور زجري تهدف أولا وقبل كل شيء إلى الردع من الوقوع فيه. أما فيما يخص الذِّكْر الحكيم، لما تزني المرأة المتزوجة مع رجل، سواء أكان ذاك الرجل متزوجا أم لا، وبشهادة أربعة شهداء، أو بالملاعنة حين يتهم الزوج زوجته وليس لديه الشهداء، فيجب جلد الزوجة الزانية والذي زنى معها مائة جلدة لكل واحد منهما بحضور طائفة من المؤمنين، وبدون رأفة (النور:2). عدم الوقوع في الزنا يُجَنِّب الأُسَر الخلط في النسل. ماذا سيحدث للزانية وللزاني بعد الرجم؟ هذا ما يخبرنا به الحق سبحانه وتعالى في النور:3 ”الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِ‌كَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِ‌كٌ ۚ وَحُرِّ‌مَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿3﴾“.
*أستاذ وباحث جامعي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.