كشف استطلاع للرأي أجراه المركز المغربي للمواطنة أن التحول الرقمي ساهم في تعميق أزمة الأحزاب السياسية بالمغرب، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تلعب دوراً أساسياً في النقاش العام وتوجيه الرأي، بينما لم تنجح الأحزاب في استثمار هذا الفضاء للتواصل المستمر مع المواطنين. وقد صرح 98,2% من المشاركين أن الأحزاب لا تتواصل بشكل منتظم، ما يزيد من عزلة التنظيمات الحزبية، خصوصاً لدى الشباب. وأظهر الاستطلاع أن ضعف مشاركة المواطنين في الأنشطة الحزبية، وعدم احترام الديمقراطية الداخلية، وتكرار الشعارات السياسية دون مشاريع واضحة، كلها عوامل ساهمت في تقويض مصداقية الأحزاب. وفيما يتعلق بالحلول، أوصى التقرير بتطوير استراتيجيات تواصل فعالة تجمع بين الوسائل الرقمية والميدانية، والانفتاح على الشباب والكفاءات النسائية، وربط الدعم العمومي بممارسات ديمقراطية داخلية لتعزيز الحكامة. كما دعا التقرير إلى إشراك المجتمع المدني والجامعات والإعلام في عملية الإصلاح الانتخابي، وتجريب الانتخاب المباشر لمسؤولي بعض الجماعات لتعزيز الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة. ويخلص التقرير إلى أن استثمار الفضاء الرقمي بشكل صحيح يمثل فرصة للأحزاب لإعادة بناء الثقة مع المواطنين وتحويل الأزمة إلى فرصة لإرساء ديمقراطية أكثر قرباً وفعالية.