أقدمت جبهة "البوليساريو"، الثلاثاء، بمخيمات تندوف، على تطويق المحتجزين الصحراويين في مخيمات تندوف، بعد إعلان وفاة محمد عبد العزيز المراكشي، كما عمدت لإغلاق المناطق مع الدول المجاورة. ونقلت تقارير صحفية، أن "البوليساريو"، أمرت بإغلاق الحدود مع موريتانيا ومالي والجزائر خوفا من خروج جماعي للمحتجزين الصحراويين نحو المغرب، واندلاع أعمال شغب من طرف القوات العسكرية الشابة في البوليساريو"، حسب تعبيرها. وكانت جبهة البوليساريو متماسكة نسبيا بوجود رئيسها محمد عبدالعزيز لكن وفاته ستؤجج حتما الصراع على خلافته وستعمق الانقسامات داخلها في مؤشر يقربها من الانهيار وفي ظل عوامل تؤكد فشل مشروع الانفصال عن المغرب. والجزائر التي تدعم بشدة الانفصاليين عاجزة عن حلّ أزماتها الداخلية مع مناخ يسوده عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وقد ظهرت بوادر الانشقاق في صفوف جبهة البوليساريو حيث يرى متابعون لمسار الحركة الانفصالية أن أهم العناصر الباقية التي كانت إلى جانب محمد عبدالعزيز هي من قبيلته الرقيبات، بينما لا يحظى هؤلاء والمرشحون المحتملون لخلافته باي دعم من القبائل الأخرى التي اصبحت أكثر قناعة بالبقاء ضمن السيادة المغربية. والصراع غير المعلن بين الجناح المسمى جناح الصقور الذي يقوده إبراهيم غالي مندوب الجبهة في مدريد والمقرب من عبدالعزيز وبين الجناح المعتدل بقيادة عمر منصور الذي يعتبر من أكبر الداعين إلى البحث عن حوار مع المغرب. ويقول محللون إن المؤيدين سابقا من الصحراويين للانفصال تراجعت حماستهم لهذا الأمر قناعة منهم بفشل مشروع الجبهة المعلن الداعي للاستقلال عن المغرب وبعد انكشاف زيف الدعاية الاعلامية للبوليساريو في تهويل وضع حقوق الانسان في الأقاليم الجنوبية للمغرب.