عرفت مناهج التربية الإسلامية الخاص بالمنظومة التعليمية بالمغرب، تغييرات مثيرة من المنتظر أن تخلق جدلا دينيا كبيرا بين المهتمين بالشأن الديني بالمغرب. ففي ظل المنادات بتنقيح المقررات الدراسية من الأفكار المتطرفة والدعوة إلى مراجعة مناهج التربية الإسلامية من طرف بعض الوجوه الثقافية و الإعلامية، اصطدمت هذه المراجعة بعقبة تفسير آيات من القرآن الكريم، تتكلم عن الجهاد و عن اليهود و النصارى، و اضطرت هيئة المراجعة إلى تفسيرات غير سليمة، أو تجاهل تفسيرها. فعلى سبيل المثال ترك مؤلفوا الكتاب المدرسي الجديد تفسير قوله تعالى في سورة الفاتحة"غير المغضوب عليهم ولا الضالين" وأغفلوا تفسيرها، في الوقت الذي فسرتها التفسيرات القديمة وفسرها الرسول محمد في صحيح البخاري، أن المقصود ب"المغضوب عليهم" هم اليهود و "الضالين" هم النصاري، وتم تفسير جميع الايات في سورة الفاتحة باستثناء هذه الآية. وكان الباحث والناشط الأمازيغي المثير للجدل أحمد عصيد دعى في وقت سابق إلى تغيير تفسير سور الفاتحة والآية المذكورة من القرآن الكريم في المقررات الخاصة بالتربية الاسلامية. ويشار أن الملك محمد السادس كان قد أصدر تعليماته لوزيري التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية بضرورة مراجعة مناهج ومقررات تدريس التربية الدينية، سواء في التعليم العام أو الخاص أو في مؤسسات التعليم العتيق (التعليم الديني التقليدي). والذي جاء بمناسبة تقديم الحكومة رؤيتها لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي للفترة الممتدة بين عامي 2015 و2030.