تشكل الزيارة التي يبدأها الملك محمد السادس اليوم إلى إفريقيا الشرقية تحولا مهما ومنعطفا جديدا في الدبلوماسية المغربية، التي انتبهت إلى أهمية هذا الجزء الأنكلوساكسوني من القارة السمراء . وفي هذا الصدد يرى الموساوي العجلاوي، المحلل السياسي و الخبير في الشأن الإفريقي، أن "هذا الأمر كان مطلوبا وكان هناك نقص حاصل في المقاربة المغربية، تجاه دول شرق إفريقيا ودول جنوب إفريقيا وهي الدول الناطقة باللغة الإنجليزية".
وأوضح العجلاوي في حديث خاص ل "الأيام 24" أن "المغرب انتبه إلى الفراغ الدبلوماسي، وانتبه أيضا إلى الفراغ الاقتصادي والمالي فعمل منذ بداية هذه الأزمة بالخصوص مع المجموعة الأنكلوفونية، على اختراق دول إفريقيا الشرقية".
ويرى المحلل السياسي أن هذه الزيارة الملكية تشكل "تعبيرا عن تحول مهم في المقاربة الدبلوماسية المغربية، كما أنها تفتح الباب على مصراعيه، أمام المغرب لحجز مكان داخل دول شرق إفريقيا .
وعن الدول المختارة في هذا الجزء من القارة قال العجلاوي: "... هذه المنطقة استراتيجية و لها أهميتها، فرواندا رغم صغر مساحتها الجغرافية ولكنها قوة سياسية وعسكرية، لأن جيوشها موجودة في قوى الاستقرار والأمن التي يشكلها الاتحاد الإفريقي وسياسيا تجاوزت مرحلة الحروب الأهلية في التسعينات إلى بناء نظام جديد".
لافتا إلى أن "أكبر حضور للمرأة في البرلمان في إفريقيا يوجد في رواندا فهي نموذج للمجتمع الإفريقي الذي عانى من ويلات الحرب للتحول نحو الاستقرار والديمقراطية لكنه بحاجة إلى دعم اقتصادي ومالي، وبحاجة إلى خبرة ." وتابع المتحدث ذاته أن "بول كاغامي ينظر بإعجاب إلى الملك وإلى المغرب، وهذا ما سيعطي ربما دفعة للحضور المغربي في رواندا من خلال نقل عدد كبير من التجارب، علما أن رواندا ما زالت تعترف بجبهة البوليساريو ويمكن أن يكون للحضور المغربي تأثير على هذا الموقف ".
وبالنسبة لتانزانيا يرى العجلاوي أنها "دولة غالبة سكانها من المسلمين تعاني من حركة الشباب المجاهدين وبحاجة إلى التجربة المغربية بالخصوص في مجال الاقتصاد الاجتماعي وقطاع المناجم وقطاعات أخرى ."وهي أيضا دولة تعترف بجبهة البوليساريو، وللجبهة سفير في العاصمة دار السلام .
أما إثيوبيا فهي -وفق ذات المحلل السياسي - مقر للاتحاد الإفريقي، والزيارة الملكية ستأخذ بعدا جديدا بالخصوص مع اللعب الذي لا تجيده مصر مؤخرا من خلال موقفها الملتبس من البوليساريو".