يبدو أن القدرة الشرائية للمغاربة لن يكتب لها أن تتنفس الصعداء في ظل استمرار موجة الغلاء التي تشهدها عديد المواد الأساسية والاستهلاكية، إذ لا تكاد تمر مناسبة ما إلا وتستنزف جيوب المواطنين. فبعد عيد الأضحى والعطلة المدرسية وقبلهما رمضان؛ حان موعد الدخول المدرسي الذي لا تفصلنا عنه سوى بضعة أيام.
وتأتي هذه المناسبة السنوية في وقت يعيش فيه المغاربة أزمة حقيقية بسبب موجة الغلاء التي اجتاحت جميع المواد، لتنغص على المواطنين حياتهم نظرا لأن الدخول المدرسي يحتاج لمصاريف كثيرة؛ الشيء الذي يؤرق بال آباء وأولياء التلاميذ.
وما يزيد من حدة هذا الأرق هو الزيادات التي تشهدها أسعار بعض الكتب المدرسية التي اعتبر سعيد كشاني، رئيس الكونفدرالية لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، أنها "تثقل كاهل الأسر بشكل كبير".
ويرى كشاني في تصريح لموقع " الأيام 24″، أن هذه الزيادات تأتي في وقت تم فيه إلغاء برنامج مليون محفظة الذي كان إلى حد ما يحل هذه الإشكالية، موضحا أن إلغاءه بالرغم من المبلغ الذي ستقدمه الدولة في إطار الدعم المباشر للأسر الفقيرة يطرح إشكاليتين.
وتتعلق الإشكالية الأولى بحسب رئيس الكونفدرالية لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، بالمبلغ المحدد وما إذا كان فعلا سيكفي لتغطية الحاجيات من الأدوات المدرسية نظرا لهذا الغلاء الفاحش. أما الإشكالية الثانية فمرتبطة بما إذا كام سيتم صرف ذاك الدعم من عدمه، على اعتبار أن الأخير صاحبته إشكاليات من قبيل المؤشرات التي لم تطل جميع الأسر الفقيرة. يضيف كشاني.
دخول مدرسي متعثر
من المرتقب، وفق المتحدث ذاته أن يشهد الدخول المدرسي تعثرا، بالنظر إلى عدم قدرة بعض العائلات والأسر على اقتناء الأدوات المدرسية اللازمة، مشيرا إلى أن عددا من التلاميذ لا يكونون مستعدين نفسيا في حال عدم حصولهم على الأدوات المدرسية في الوقت المناسب. وعبر كشاني عن رغبته في استمرار برنامج مليون محفظة في ظل ظروف المعيشة الحالية، داعيا وزارة التربية الوطنية وجميع المتدخلين بمن فيهم دور النشر وأصحاب المكتبات إلى مراعاة القدرات المادية للأسر، مؤكدا أن انطلاق الموسم المدرسي دائما ما يطرح إشكالا؛ إلا أن تزامنه مع بداية عملية الإحصاء، ناهيك عن موجة الغلاء، سيؤثران على انطلاقته، يؤكد رئيس الكونفدرالية لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ.
ارتفاع أسعار الكتب المدرسية
من جهته، قال الحسن المعتصم، رئيس رابطة الكتبيين بالمغرب، إن الزيادة التي سجلتها أسعار الكتب المدرسية طالت فقط الكتب المستوردة المعتمدة في التعليم الخصوصي، على عكس الكتب الحكومية التي لم تطلها أية زيادة.
وحول مقدار الزيادة المسجلة، أوضح المعتصم في حديث ل"الأيام 24″، أنها تتراوح ما بين 3و5 دراهم فما فوق بالنسبة لكتاب مدرسي بقيمة 100درهم. فيما تمت زيادة!20 درهم فما فوق في كتب تبلغ ب300درهم.
وفيما يخص اللوازم للمدرسية، يضيف المعتصم، أنها لم تشهد أية زيادة وأن أثمنتها مناسبة بالمقارنة مع العام الماضي. موضحا أن هناك لوازم تم تخفيض ثمنها، خاصة بعد كانت هناك 7 في المائة ضريبة تمت إزالتها والثمن مناسبة في السوق، بالنسبة للدفاتر وللمحافظ والأدوات المدرسية.
وأرجع رئيس رابطة الكتبيين، أسباب هذه الزيادات إلى مستوردي الكتب ومؤسسات التعليم الخصوصي التي تعتمد الكتاب المستورد وتفرضه على التلاميذ، وفق تعبيره. مؤكدا أن أسعار الكتب شهدت زيادة من بعد أزمة كورونا إلى الآن وهو ما وصفه بغير المقبول.
ولفت المعتصم إلى أن أسعار المحافظ مناسب ويختلف باختلاف الجودة والشكل، حيث تتراوح ما بين 200درهم و800درهم، وبالتالي لدى الزبائن حق الاختيار حسب قدرتهم الشرائية، عكس الكتاب المستورد الذي يتم فرض عنوانه على التلميذ الذي يجد ملزما بشرائه، مستنكرا الزيادات التي تشهدها الكتب المدرسية المستوردة كل سنة.