بدأ المغرب إعادة تقييم سياسته الإقليمية في ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة العربية عقب سقوط نظام بشار الأسد. ويبدو أن المملكة تسعى لاستثمار هذه التحولات لتعزيز موقعها الاستراتيجي وإعادة النظر في علاقاتها مع سوريا.
وكان المغرب قد قطع علاقاته الدبلوماسية مع دمشق عام 2012، بسبب استمرار النظام السوري في دعم جبهة البوليساريو الانفصالية. وبالرغم من عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية عام 2023، حافظت المملكة على موقفها الحذر، مفضلة الترقب قبل اتخاذ أي خطوات جديدة.
وترى الرباط أن هذه التغيرات الإقليمية سوف تسهم في تقليص النفوذ الإيراني، خاصة في ظل السياسات المغربية الرافضة لتدخلات طهران ودعمها المعلن لجبهة البوليساريو عبر حزب الله.
وفي هذا السياق، يعتبر المغرب أن تراجع الدعم السوري للبوليساريو سيكون مكسبا إضافيا في معركته الدبلوماسية ضد الجزائر، التي فقدت بدورها حليفا مؤثرا في المنطقة مع سقوط النظام السوري.
ويواصل المغرب مراقبة المشهد عن كثب، وسط توقعات بإمكانية فتح قنوات اتصال مستقبلية مع القيادة السورية الجديدة، إذا أظهرت استعدادا لإعادة النظر في مواقفها السابقة.
ويمكن لهذا التوجه أن يعزز مكانة المغرب كقوة دبلوماسية مرنة وقادرة على التأقلم مع التغيرات الإقليمية، وتحقيق مكاسب استراتيجية في ظل المعطيات الجديدة.
المزيد من التفاصيل حول هذا الملف تجدونها في العدد الأخير من أسبوعية الأيام.