دعا الخبيران روبرت غرينواي وأمين غوليدي الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ موقف صارم من جبهة البوليساريو، عبر تصنيفها منظمة إرهابية بموجب الأمر التنفيذي 13224، الذي يتيح للحكومة الأمريكية فرض عقوبات واسعة على الكيانات المتورطة في أعمال إرهابية أو تلك التي تشكل تهديدًا مباشراً للأمن القومي الأمريكي.
وكشف الباحثان في تقرير لهما منشور بمركز "هيريتيج فاونديشن" الأمريكي المرموق أنه بات على الإدارة الأمريكية أن تحوّل جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، إلى "وكيل إرهابي متعدد الروافد"، متشابك مع شبكات إيرانية وروسية وشبكات تهريب عابرة للصحراء الكبرى تموّل الجماعات الجهادية في الساحل، في مشهد معقد يحمل تهديدات مباشرة لمصالح الولاياتالمتحدة وشركائها في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط، خاصة عند مضيق جبل طارق.
ويشير التقرير إلى أن واشنطن سبق أن تجاهلت خطورة هذه الجبهة المسلحة، خاصة بعد إسقاط البوليساريو طائرتين تابعتين للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عام 1988، ما أسفر عن مقتل خمسة أمريكيين، دون أن يتبع ذلك أي رد عقابي أمريكي.
ومنذ نونبر 2020، بعد انسحابها الأحادي من اتفاق وقف إطلاق النار مع المغرب، أعلنت البوليساريو المنطقة "منطقة حرب"، وشرعت في إطلاق صواريخ تجاه الجدار الأمني المغربي الممتد على مسافة 1700 كيلومتر، مهددة في الوقت ذاته مصالح أجنبية، منها شركات طيران وقنصليات ومؤسسات اقتصادية.
ويؤكد التحليل الأمريكي أن البوليساريو لم تعد حركة انفصالية تقليدية، بل تحوّلت إلى جزء من منظومة جيوسياسية أوسع، مدعومة من ثلاث قوى رئيسية: الملاذ الجزائري الآمن، والدعم العسكري الإيراني، والارتباطات المتنامية مع روسيا، إلى جانب اندماجها العميق في اقتصاد التهريب العابر للصحراء الذي يغذي الجماعات المتطرفة في
ويرصد التقرير تطور العلاقة بين طهران والبوليساريو، بدءاً من مظاهر الدعم الرمزي في ثمانينات القرن الماضي، مروراً بتقارير عن وجود مدربين من حزب الله في مخيمات تندوف، وصولاً إلى ظهور طائرات مسيّرة من طراز إيراني بين أيدي مقاتلي الجبهة، ظهرت في صور نشرتها حسابات تابعة لها سنة 2023، وتُتهم باستخدامها في هجمات ضد مدنيين في مدينة السمارة.
كما تكشف وثائق استخباراتية أوروبية، استند إليها التحليل، مكالمة مشفّرة بين ممثل البوليساريو مصطفى محمد لمين الكتّاب ومسؤول في حزب الله، عبّر فيها عن تأييده لهجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، مع وعد ب"تصعيد المقاومة في الصحراء الغربية".