بدأت الخلافات التي اعتملت لفترة طويلة بين القيادات الاتحادية على مستوى مدينة فاس تطفو على السطح، بالتزامن مع التحضير للمؤتمر الإقليمي للحزب بالعاصمة العلمية في أفق انتخاب قيادة جديدة، وسط منافسة شديدة بين قطبين اثنين.
ففي مؤشر على حدة التوتر داخل البيت الاتحادي بفاس، اضطر إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي لتأجيل أشغال المجلس الإقليمي للحزب الذي كان مبرمجا مساء أمس الخميس 12 يونيو الجاري، وذلك بسبب احتجاج غير متوقع نفَّذه عدد من الأشخاص أمام مقر انعقاد الاجتماع، مما أثار غضب لشكر الذي صبّ جام غضبه على جواد شفيق، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي وكاتبه الإقليمي بفاس.
بدأت القصة، وفقا لمعطيات استقتها "الأيام 24″ من أكثر من مصدر اتحادي تابع مجريات الواقعة، عندما اصطحب جواد شفيق معه وهو يلج مقر الحزب بعض الأشخاص من مفتولي العضلات أو من يطلق عليهم ب"الفيدورات" للتحكم في نوعية الحضور وقطع الطريق أمام منافسيه الذين نزلوا بثقلهم للمشاركة في هذا اللقاء الحزبي، غير أن خطة شفيق كانت لها نتائج عكسية تماما، كون الأشخاص المستعان بهم والذين انتصبوا أمام بوابة الدخول إلى المقر، طالبوا لشكر لحظة وصوله بإشهار بطاقة انخراطه كشرط للسماح له بالولوج، كونهم لا يعرفونه أنه هو الكاتب الأول للحزب، فثارت ثائرة الأخير وأفرغ غضبه على المسؤولين المحليين رافضا الإهانة التي تعرّض إليها.
اللحظة التي حدث فيها هذا، كان أشخاص آخرين محسوبون على جناج ياسين جوهر، رئيس مقاطعة فاسالمدينة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي الراغب في خلافة شفيق على الكتابة الإقليمية، يحتجون لمنعهم من المشاركة في اللقاء، بينما تعالت أصوات من نجحوا في دخول المقر مطالبين القيادي جواد شفيق، المقرب من لشكر، بمغادرة المكان فورا حتى يهدأ الوضع وتعود الأجواء إلى طبيعتها، خاصة وأن الاحتجاجات كانت قوية والصخب ملأ الأرجاء، حتى أن بعض الحاضرين وضعوا أيديهم على قلوبهم تحسبا لوقوع ما لا يحمد عقباه.
لاحقا، خضع شفيق لمطلب المحتجين وغادر المكان بأمر من لشكر نفسه الذي ظّل يردد في دهشة من أمره: "ما هذا العبث؟"، قبل أن ينسحب بدوره ثم عاد ليجتمع مع الحشود الغاضبة التي تضم أسماء اتحادية معروقة على المستوى المحلي، اشتكت في لقائها معه ما وصفته ب"الإقصاء الممنهج والتهميش التنظيمي" الذي طالها، مطالبة بتطهير الحزب من "المسيئين للفكرة الاتحادية" على مستوى القلعة الفاسية، كما جاء على لسان أحدهم. وفق مصدر "الأيام 24".
في المقابل، أطلق مسؤولو الحزب محليا ومناصريهم حملة متواصلة على "فيسبوك" منذ ليلة أمس الخميس لتسفيه ما حدث، في وقت اعتبر فيه أحد زعماء هذه الحملة في حديث مع "الأيام 24" أن الاحتجاج الذي نسف اللقاء الحزبي "مجرد محاولة للتشويش المخدوم على المسار التنظيمي لاتحاد فاس ارتباطا بحسابات وانتخابات انتخابية"، قائلا وهو لا يخفي دعمه لشفيق إن الذين أثاروا تلك الزوبعة "لا صلة تنظيمية أو سياسية تجمعهم بالحزب وغرضهم بات مفضوحا".