لم يمض شهر واحد على إعلان كينيا دعمها الرسمي لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، حتى خصّ رئيس مجلس نوابها موسى ويتانجولا، يوم أمس الخميس 19 يونيو الجاري، ممثل جبهة "البوليساريو" في نيروبي باستقبال رسمي. وكتب موسى ويتانجولا على حسابه بمنصات التواصل الاجتماعي: "اليوم، استقبلت سعادة محمد ليمان علي أمي، سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الذي قام بزيارة مجاملة إلى مكتبي في البرلمان".
من جهتها، نقلت الجبهة الانفصالية في بيان اطبعت عليه "الأيام 24" أن "رئيس البرلمان الكيني ويتانغولا جدد دعم جمهزرية كينيا لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال." وفق تعبيرها، وذلك في تناقض تام مع الموقف الرسمي لكينيا المعلن عنه شهر ماي الفائت بالتزامن مع افتتاح مقر السفارة الكينية في العاصمة المغربية الرباط، وما واكبه من زيارة رسمية لوزير الخارجية الكيني موساليا مودافادي إلى المغرب، استمرت ثلاثة أيام، وأسفرت عن اتفاقيات متعددة. وفي بيان مشترك عقب مباحثاته مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، اعتبرت كينيا آنذاك أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية إطارا عمليا قابلا للتطبيق، مشيدة بالديناميكية التي يقودها الملك محمد السادس على الصعيد القاري والدولي لدعم هذا المقترح، غير أن رئيس مجلس النواب الكيني أبى إلا أن يخالف هذا التوجه وهو المعروف بتبنيه للطرح الانفصالي ويعتبر من بين الشخصيات الكينية المساندة لجبهة "البوليساريو" والتي تضغط لمعارضة مصالح المغرب. ومنذ انضمام نيروبي لمعسكر الداعمين لمغربية الصحراء ما شكل ضربة قية ل"البوليساريو" وراعيتها الجزائر، يقود موسى ويتانجولا تحركات معادية، إذ بادر بعد مرور أقل من 24 ساعة على إعلان كينيا دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل وحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء، إلى استقبال سفير الجزائر لدى كينيا ماحي بومدين، ما عكس حالة ارتباك واضحة لدى دعاة الانفصال.