نجح فريق دولي من الفلكيين العاملين في الشيلي من التقاط صورة عالية الدقة للمذنب البين-نجمي "3I/ATLAS"، القادم من خارج المجموعة الشمسية، باستخدام مرصد جيميني ساوث الفلكي. ويكتسب هذا الرصد العلمي أهمية خاصة، إذ أن المذنب، الذي اكتشف في الأول من يوليوز 2025، يمثل نافذة فريدة لفهم مكونات كائنات فضائية قادمة من أنظمة نجمية أخرى، وما تحمله من أسرار حول آليات تشكل الكواكب والنجوم في المجرة. وتظهر الصورة المذهلة المذنب وهو يطور ذيلا لامعا ومميزا، نتيجة عملية تسامي الجليد على سطحه بفعل حرارة الشمس، حيث يتحول مباشرة من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية. ويعمل العلماء حاليا على تحليل الطيف الضوئي المنبعث من هالة المذنب وذيله، سعيا لفك شفرة البصمات الكيميائية الخاصة به. وتشير التحاليل الأولية إلى أن تركيبه الكيميائي يشبه إلى حد كبير مذنبات المجموعة الشمسية، ما يعزز فرضية أن آليات تشكل الكواكب متشابهة عبر مختلف أرجاء المجرة. وعلقت كارين ميش، رئيسة الفريق البحثي، قائلة إن هذه الصورة تمثل "علامة فارقة علميا ومصدر دهشة كبير"، مؤكدة أن "حتى الزوار العابرين من الفضاء يمكنهم ترك أثر دائم يمكن دراسته على الأرض". ومن المنتظر أن يواصل مرصد جيميني ساوث تتبع المذنب في شهر نونبر المقبل، بعد اجتيازه للشمس، للحصول على بيانات إضافية حول هذا الزائر الكوني النادر، وهو ما قد يفتح آفاقاً جديدة لفهم المادة بين النجمية والمكونات الكيميائية للكون.