حظي مشروع تركيب الألواح الشمسية العائمة في سد واد الرمل، التابع لمركب طنجة المتوسط، باهتمام إعلامي لافت في الصحافة العربية والدولية، باعتباره مبادرة رائدة تجمع بين إنتاج الطاقة النظيفة وحماية الموارد المائية. ويمثل المشروع تجربة هي الأولى من نوعها على الصعيد الوطني، بقدرة إنتاجية تقارب 13 ميغاواط وكلفة استثمارية تناهز 100 مليون درهم. ويتكون من نحو 22 ألف لوحة مثبتة على 400 منصة عائمة مربوطة بحبال يصل عمقها إلى 44 مترا، ما يتيح أيضا تقليص تبخر المياه بما يقارب 1.2 مليون متر مكعب سنويا. واعتبرت المنابر الإعلامية التي تناولت الموضوع أن هذا النموذج يجسد مقاربة مبتكرة تجمع بين البعد البيئي والطاقي، في وقت يواجه فيه المغرب آثار الجفاف وتزايد الطلب على الكهرباء. ووصفت صحيفة الشرق الأوسط السعودية التجربة بأنها الأولى من نوعها في شمال إفريقيا، مشيرة إلى أنها تمثل استجابة مبتكرة لتحديات الجفاف المزمن الذي يعاني منه المغرب منذ سنوات. أما موقع العربي الجديد فقد ركز على البعد البيئي، مبرزا أن الألواح العائمة تساهم في تقليص تبخر المياه بنسبة تصل إلى ثلاثين في المئة. من جهتها، سلطت قناة فرانس 24 الضوء على الجانب الطاقي، مبرزة أن القدرة الإنتاجية المتوقعة تناهز 13 ميغاواط ستغذي ميناء طنجة المتوسط بالكهرباء الخضراء. وفي السياق نفسه، أبرزت وكالة إيكوفين الاقتصادية أن المغرب يقدم نموذجا مزدوج الفائدة، إذ يحافظ على الماء ويعزز انتقاله الطاقي في وقت واحد. أما صحيفة العربي اللندنية فاعتبرت أن المشروع يعكس تحولا في مقاربة تدبير السدود، حيث لم يعد ينظر إليها فقط كمخزون مائي بل أيضا كفضاء لإنتاج الكهرباء. فيما اهتمت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الآسيوية بالبعد الدولي، معتبرة أن المغرب يضع نفسه ضمن الدول السباقة في استغلال التكنولوجيا العائمة لمواجهة آثار التغير المناخي. هذا التلاقي بين اهتمام عربي وإفريقي وآسيوي يعكس موقع المشروع كمبادرة ذات أبعاد تتجاوز حدودها الوطنية، في بلد يسعى إلى تعزيز ريادته الإقليمية في الطاقات المتجددة.