وضع محمد سعد برادة وزير التربية الوطنية والرياضة في حكومة عزيز أخنوش، نفسه في ورطة سياسية؛ وذلك عندما قام بتثبيت مدير إقليمي في قطاع التربية الوطنية تم إعفاؤه مؤخرا في منصب جديد تم التأشير عليه الخميس الماضي من قبل المجلس الحكومي في إطار التعيينات في المنصاب العليا طبقا للفصل ال92 من الدستور.
ويتعلق الأمر بإدريس واحي الذي عينه برادة مديرا للأكاديمية الجهوية سوس ماسة، بعدما سبق أن أطاح به الوزير نفسه من على رأس المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتازة، في إطار حملة وصفت بالتطهيرية قادها الوزير شهر مارس الفائت وطالت في شموليتها 16مديرا إقليميا للتعليم بدعوى تورط بعضهم في اختلالات تدبيرية وأخرى بيداغوجية"، مفجرة حينها جدلا كبيرا في الأوساط التربوية والسياسية، لم تكد شرارته تنطفئ حتى عاد قرار التنصيب الجديد ليشعله من جديد.
في تعليقه على هذا المستجد، قال خالد الصمدي كاتب الدولة السابق في التعليم العالي مستنكرا: "ما معنى أن يُعفى مسؤول من مهامه كمدير إقليمي لشبهة تقصير في أداء المهام المنوطة به، بعد تقييم الأداء التربوي والتدبيري الذي قامت به الوزارة، واتخذت قرار الإعفاء في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة حسب بلاغ الوزارة الذي لم يجف مداده بعد، ثم يُعين هذا المسؤول بعد أشهر فقط من إعفائه مديرا لأكاديمية جهوية للتربية والتكوين؟".
واعتبر الصمدي "إما أن الرجل ذو كفاءة عالية وأن إعفائه من مهمته السابقة كان ظالماً ومجرد تصفية حسابات، أو أن الرجل طلب الإعفاء من مهمته كمدير إقليمي لأسباب شخصية، واستجابت الوزارة لطلبه، ما يعني أن هذه الظروف حالت دون تسيير حتى مديرية إقليمية، وأن بلاغ الوزارة الخاص بإعفاء بعض المديرين الإقليميين لم يكشف الحقيقة كاملة للرأي العام".
كما افترض الوزير والقيادي السابق في حزب العدالة والتنمية، التعيين الحالي للمعني بالأمر "في منصب أسمى من سابقه رغم فشله في تسيير مديرية إقليمية، أو الاستجابة لطلب الإعفاء، لا يخلو من محسوبيات وزبونية ولا علاقة له بالكفاءة والخبرة".
وطالب الصمدي وزارة التربية الوطنية بتوضيح ما يجري ارتباطا بهذا الموضوع، تنويرا للرأي العام الذي شدد على أنه "ينتظر الجواب حتى لا تفقد كفاءات هذا الوطن ما تبقى من بصيص أمل في إسناد الأمور إلى أهلها، ولا يبقى أمامه إلا أن ينتظر الساعة".
إلى ذلك، حاولت صحيفة "الأيام 24" الإلكترونية، من جهتها، استقصاء موقف وزارة التربية الوطنية بهذا الخصوص، غير أن جل المحاولات كان مصيرها التسويف.