AFP via Getty Images انتهى لقاء المنتخبين الإماراتيوالعراقي بالتعادل بهدف لمثله، في ذهاب المباراة الفاصلة المؤهلة إلى الملحق العالمي الذي سيمنح أحدهما آخر فرصة لبلوغ كأس العالم لكرة القدم 2026. وبعد رحلة طويلة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى المونديال التي أسفرت عن بلوغ 8 منتخبات كأس العالم حتى الآن، تدنو هذه المنافسات من نهايتها. ولا يزال "الأبيض" الإماراتي مع "أسود الرافدين" يتنافسان على بطاقة واحدة، وسيكون المنتخب الفائز من مجموع نتيجتَي مباراتَي الذهاب والإياب ممثلاً وحيداً للقارة الآسيوية وللعرب في الملحق حيث سيتحدد آخر منتخبين متأهلين إلى نهائيات كأس العالم. وعلى ملعب محمد بن زايد في أبوظبي الذي احتضن اللقاء، تقدم المنتخب العراقي عبر مهاجمه علي الحمادي في الدقيقة العاشرة، أمام نحو 37 ألف متفرج. لكن الإمارات عادلت الكفة سريعاً في الشوط الأول عن طريق لوانزينيو بيريرا (18). وتقام مباراة العودة في مدينة البصرة في جنوبالعراق في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. ويتقاسم المنتخبان الطموح نفسه مع سعيهما للمشاركة للمرة الثانية في تاريخهما في كأس العالم المقررة في الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك صيف العام المقبل. غياب ليما وتذاكر نفدت وبعدما احتل كل منهما المركز الثاني ضمن مجموعته في الدور الرابع - الملحق الآسيوي الذي عبرت من خلاله السعودية وقطر إلى المونديال الشهر الماضي - بلغ المنتخبان العراقيوالإماراتي هذا الدور الخامس. ودخل المنتخب الإماراتي (المصنف 67 عالمياً) المباراة أمام نظيره العراقي (المصنف 57 عالمياً)، فيما لم يُهزم في آخر 4 مباريات خاضها على أرضه في التصفيات الآسيوية. لكن تاريخ مواجهات المنتخبين في تصفيات كأس العالم، يميل لصالح العراق الذي حقق في 6 لقاءات سابقة ثلاثة انتصارات مقابل تعادلين وخسارة واحدة. وقبل اللقاء، رأى المحلل في كرة القدم السعودي عيسى المسمار، أن المواجهة "متكافئة من حيث الجودة الفنية". وقال المسمار لبي بي سي، "العراق يمتلك قوة بدنية وحماساً جماهيرياً في الإياب في البصرة، ومع ذلك أرى أن الإمارات الأقرب للتأهل بفضل توازنها الدفاعي وخبرة لاعبيها في التعامل مع المباريات الحاسمة". * تصفيات كأس العالم: قطر والسعودية إلى المونديال والحضور العربي القياسي يتعزز بتأهل 7 منتخبات * تصفيات كأس العالم: الأردن يبلغ المونديال للمرة الأولى في تاريخه وأعلن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم نفاد تذاكر المباراة أمام العراق، كما أطلق حملة واسعة عبر حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي لحث المشجعين على دعم المنتخب. وتحت قيادة مدربه الروماني، كوزمين أولاريو، الذي يعرف كرة القدم الإماراتية جيداً، خسر "الأبيض" مرة واحدة في 5 مباريات رسمية كانت أمام قطر التي تأهلت من خلال تلك المباراة إلى كأس العالم. ويسعى المنتخب الإماراتي إلى بلوغ نهائيات كأس العالم للمرّة الثانية بعد أولى في عام 1990. وقال أولاريو في مؤتمر صحفي قبل المباراة الفاصلة في أبوظبي، "نحن أمام أهم المباريات في تاريخ منتخبنا. نعرف جيداً أهمية هذه المواجهة وندرك أننا يجب أن نقدم أفضل مستوى ممكن دون أن نتأثر بضغوط المباراة وأن نركز فقط على خطتنا". غير أن تشكيلة منتخب الإمارات شهدت استبعاد فابيو ليما، مهاجم فريق الوصل، وماجد حسن لاعب وسط الشارقة، للإصابة. وليما هو هداف الإمارات في التصفيات برصيد 8 أهداف. واعتبر المسمار أن غياب ليما "سيؤثر على فعالية الإمارات الهجومية، لكنه فريق منظم قادر على تعويض النقص بالعمل الجماعي". عودة أيمن حسين في المقابل، استدعى المدرب الأسترالي لمنتخب العراق، غراهام أرنولد، 25 لاعباً للمباراتين بينهم عدد من الوجوه الجديدة، فيما قرر استبعاد خمسة لاعبين ممن سبق وأن استدعاهم الشهر الماضي في تصفيات الملحق الذي أقيم في مدينة جدة السعودية وخاض خلالها مواجهتَي إندونيسيا والسعودية. وخسر العراق جهود لاعبيه إبراهيم بايش ويوسف الأمين للإصابة ومنتظر الماجد "بسبب شعوره بالمرض"، فضلاً عن لاعب وسط زاخو، أمجد عطوان، الذي أصبح خارج حسابات أرنولد، في وقت استبعد أيضاً، بشار رسن، المحترف في باختاكور الأوزبكي من القائمة. وقال المسمار إن "العراق سيفتقد الحلول الفردية واللمسة الإبداعية لبايش والأمين، وهو ما قد يحد من قدرته على صناعة الفرص"، موضحاً أن "الغيابات مؤثرة" بشكل عام "لكنها لا تغيّر ملامح التكافؤ بين المنتخبَين". * الجزائر تتأهل لكأس العالم 2026، وحضور قياسي للعرب في المونديال بيد أن "أسود الرافدين" استعاد خدمات مهاجمه القناص أيمن حسين الذي غاب عن منافسات الدور الرابع، إضافة إلى علي الحمادي. وقال أرنولد إن عودة الثنائي الهجومي تمثل أنباء سارة بعد التعافي من الإصابة "في منطقة مهمة من الملعب من أجل تسجيل الأهداف"، علماً بأن المنتخب العراقي لم يسجل إلا هدفاً واحداً في الدور الرابع من التصفيات. المسمار رأى من جانبه أن "عودة أيمن حسين تمثل إضافة قوية للعراق"، مشيراً إلى أن "وجوده يمنح العراق خياراً هجومياً واضحاً وقد يكون العامل الحاسم إذا حصل على الإمداد المناسب من الوسط". AFP via Getty Images ويتطلع أرنولد، الذي قاد بلاده أستراليا إلى كأس العالم 2022 في قطر حين بلغ منتخبها دور ال 16، إلى مساعدة العراق على بلوغ النهائيات للمرة الثانية في تاريخها بعد تحقيق التأهل الأول عام 1986. وقال أرنولد قبل المباراة، "هدفنا الرئيسي هو ضمان تأهل العراق لكأس العالم، وهو أهم إنجاز بالنسبة لنا". وأعلن الاتحاد العراقي توزيع تذاكر مجانية على جماهيره في دبي. وقال رئيس اللجنة الأمنية في الاتحاد العراقي لكرة القدم، اللواء محمود أبو التمن، إن نسبة العراقيين في الملعب تصل إلى 2134 تذكرة. مقعد إضافي للعرب؟ وتستضيف الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك نهائيات المونديال من 11 يونيو/حزيران إلى 19 يوليو/تموز 2026، وقد حسم 25 منتخباً التأهل حتى الآن إضافة إلى المنتخبات الثلاثة المستضيفة. ويسعى كل من الإمارات أو العراق إلى اللحاق بالمتأهلين عن قارة آسيا سلفاً: أستراليا وإيران واليابان والأردن وكوريا الجنوبيةوقطر والسعودية وأوزبكستان. وبعد توسعة المونديال المقبل ليشمل 48 منتخباً بدلاً من 32، بات لقارة آسيا ثمانية مقاعد في كأس العالم على الأقل وقد يصبح عددها 9 إذا نجحت الإمارات أو العراق في التأهل عبر الملحق. كما أن تأهل أحدهما سيمنح العرب مقعداً إضافياً في المونديال، بعد ضمان 7 منتخبات تأهلها في رقم غير مسبوق. ما هو نظام الملحق العالمي؟ بعد تحديد الفائز من المباراة الفاصلة بين الإماراتوالعراق التي تشكل فرصة أخيرة لكليهما لمعرفة من سيمثل قارة آسيا في الملحق العالمي، سيتعين على المنتخب المتأهل مواجهة منتخبات من قارات أخرى من أجل المنافسة على واحد من مقعدين مؤهلين إضافيين. وستشهد بطولة المباريات الإقصائية المؤهلة لكأس العالم تنافس ستة منتخبات على آخر مقعدين في المونديال. وستشمل البطولة منتخبين من منطقة الكونكاكاف، ومنتخباً واحداً من كل من الاتحاد الآسيوي، والاتحاد الأفريقي لكرة القدم، والكونميبول، واتحاد أوقيانوسيا، وستقام في مارس/آذار 2026 خلال فترة التوقف الدولي التي تمتد من 23 إلى 31 الشهر نفسه، وفق الموقع الإلكتروني للفيفا. من بين المتأهلين الستة، ستلتقي المنتخبات الأربعة الأقل تصنيفاً عالمياً في الدور نصف النهائي من التصفيات. وسيتأهل المنتخبان الأعلى تصنيفاً مباشرة إلى المباراة النهائية، بينما سيتأهل الفائزان في نهائي البطولة إلى كأس العالم. وفي زيورخ في سويسرا، ستُجرى قرعة الملحق العالمي يوم الخميس في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وفق الفيفا. وفي السياق، قال المسمار إن "الملحق العالمي دائماً تحدٍ صعب بسبب الفوارق البدنية والتنظيمية، لكن ممثل آسيا لا يُعد خارج المنافسة"، لافتاً إلى أن "التحضير الجيد والالتزام التكتيكي يمكن من خلاله تحقيق التأهل، خصوصاً أن الفوارق تقلصت كثيراً في السنوات الأخيرة" على حد وصفه. * حروب وسياسة ومشقة السفر.. أسباب غير كروية للغياب عن كأس العالم * كأس العالم 2026: بعد تأهل تاريخي للأردن، فلسطين تخرج في الوقت بدل الضائع، ماذا عن باقي المنتخبات العربية؟