عقد حزب العدالة والتنمية بالمهدية، مساء أمس الأحد، مؤتمره المحلي تحت إشراف الكاتب الإقليمي والنائب البرلماني عن دائرة القنيطرة مصطفى إبراهيمي، في محطة سياسية كشفت عن عودة أحد أبرز الوجوه التنظيمية في الإقليم: محمد أمين الجوهري والذي تم انتخابه كاتبا محليا ل"بيجيدي" المهدية. الجوهري، الذي سبق أن شغل منصب الكاتب الإقليمي في زمن الوزير السابق عزيز رباح، يعود اليوم في سياق سياسي مختلف، لكنه محمل برصيد طويل من الصراعات التنظيمية التي شكلت جزءا من تاريخ الحزب "الإسلامي" بالقنيطرة.
خلال السنوات الماضية، لم يكن المشهد الداخلي للحزب بالقنيطرة هادئا، فقد عرف التنظيم تقاطبا حادا بين تيارين رئيسيين: تيار الجوهري والنائب البرلماني السابق محمد الحرفاوي، الذي شكل محورا قويا داخل البنية الحزبية، في مواجهة التيار الذي يقوده الوزير السابق عزيز رباح.
هذا الاصطفاف الذي لم يكن مجرد تنافس تقليدي داخل تنظيم سياسي، بل تحول إلى صراع استراتيجي حول كيفية إدارة الحزب وتوزيع النفوذ السياسي، وأثر بشكل مباشر على أداء العدالة والتنمية إقليميا، خاصة مع تراجع تأثير رباح بعد النتائج الانتخابية الأخيرة.
وبعودة الجوهري لموقع قيادة حزب "ابن كيران" بالمهدية، يرى مراقبون أن الحزب يعيد الاعتبار ل"رجل التنظيم القوي" صاحب النفوذ التنظيمي الممتد بجماعات الإقليم ال23 خاصة منها ذات الطابع القروي، وأن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة ترتيب ميزان القوى داخل الإقليم، خصوصا مع انحسار نفوذ الجيل القديم وإعادة تموضع الوجوه التي عرفت بقدرتها على إدارة المعارك الانتخابية والتنظيمية استعدادا لاستحقاقات سياسية قد تعود فيها المنافسة إلى سخونتها التقليدية.
وأفرز المؤتمر تشكيلة جديدة تضم مهدي جملي نائبا للكاتب المحلي، إضافة إلى أعضاء آخرين بينهم بحرية عبد السلام، خالد حدفي، عبد العزيز العنصري، محمد حلحول، محمد بكري، رشيد الخليفي، زينب لكريضة، أيوب بوهداوي، وعثمان الديوري.
في النهاية، يظهر أن "العدالة والتنمية" في المهدية اختار العودة إلى "المدرسة التنظيمية المتمرسة"، ويعول على رجل خبر دهاليز الحزب وصراعاته الداخلية ليعيد ترتيب صفوفه في واحدة من أكثر جماعات إقليمالقنيطرة حساسية انتخابيا وتنظيميا.