في ما يشبه سباقاً مع الوقت لإعادة ترتيب أوراقه بعد الإطاحة به، كشفت مجلة جون أفريك أن رئيس غينيا بيساو المعزول أومارو سيسوكو إمبالو غادر صباح الثلاثاء 3 دجنبر العاصمة الكونغولية برازافيل متجهاً إلى الرباط، في خطوة تعزز التكهنات حول إمكانية استقراره لفترة طويلة في المغرب.
وبحسب المعطيات التي أوردتها المجلة نقلاً عن مصادر موثوقة في الرباط، أقلع إمبالو عند التاسعة صباحاً من مطار مايا مايا على متن طائرة خاصة ترافقه مجموعة من مقربيه يصل عددهم إلى نحو اثني عشر شخصاً، على أن يصل إلى العاصمة المغربية في وقت الظهيرة.
وتأتي هذه الرحلة بعد إقامة لم تتجاوز يومين في برازافيل، كان قد وصل إليها ليلة 29 نونبر قادماً من داكار، حيث لم يمكث سوى أقل من 48 ساعة. وتشير جون أفريك إلى أن اختيار الرباط ليس اعتباطياً، إذ تجمع إمبالو علاقات وثيقة بالمغرب منذ توليه رئاسة غينيا بيساو، البلد الذي يعد من أبرز داعمي مغربية الصحراء، وافتتح قنصلية عامة له بمدينة العيون.
وتضيف المجلة أن قرار مغادرة السنغال اتخذه إمبالو بشكل مفاجئ، مباشرة بعد تصريحات لرئيس الوزراء عثمان سونكو اعتبر فيها انقلاب 26 نونبر "مؤامرة". فغادر داكار على متن طائرة مستأجرة من طرف رجل الأعمال البوركينابي محمدو بونكونغو، أحد المقربين منه، بعد أن جرى مسبقاً تأمين إقامته وطاقمه في فندق راديسون بلو ببرازافيل.
وعقب الإطاحة به، سارع إمبالو إلى نفي أي صلة له بالانقلاب الذي قاده الجنرال هورتا نتام، مؤكداً في تصريح للمجلة أن ما يروج حول مشاركته "مجرد أخبار كاذبة". وحمّل ضباطاً بارزين من إثنية بالانتي، ذات النفوذ داخل الجيش، مسؤولية العملية، قائلاً إن الادعاء بمشاركته في انقلاب أطاح به هو تجاهل للواقع، ف"من يدبر انقلاباً يبقى في الحكم ولا يُسقط نفسه"، على حد تعبيره.