في الوقت الذي يعيش المغرب في ظل مخاطر تتعلق بقلة الموارد المائية ما أدى إلى تقليص المساحات المزروعة، ودق ناقوس خطر عجز مائي غير مسبوق، إلا أن صادرات المغرب من المنتجات الفلاحية خاصة التي تستهلك المياه بشكل كبير، تشهد ارتفاعا رغم هذه الظروف المناخية الصعبة للبلاد. ويرى متتبعون أن استمرار ارتفاع تصدير أطنان من فاكهة الأفوكادو صوب دول أوروبية، مقابل أزمة الجفاف الحاد لسنوات متتالية التي يعيشها المغرب، تعد بمثابة "تصدير الماء عبر المنتجات الفلاحية"، مما يزيد في إنهاك المخزون المائي ويكرس التبعية الاقتصادية.
وفي هذا الصدد، كشفت بيانات منظمة الأغذية والزراعة لعام 2023 أن المغرب احتل الصدارة عربيا في إنتاج الأفوكادو بفارق واسع عن بقية الدول، بعد وصول إنتاجه إلى 118.7 ألف طن، بينما جاءت لبنان وفلسطين ومصر وتونس بإنتاج محدود مقارنة بالمملكة.
وحسب المعطيات الدولية ذاتها التي تتبعت انتشار هذه الفاكهة، فقد تحول الأفوكادو من ثمرة محلية في المكسيك وأميركا الوسطى إلى منتج عالمي واسع الاستهلاك، إذ تشير الدراسات إلى أن موطنه الأصلي يعود إلى ولاية بويبلا المكسيكية قبل نحو 10 آلاف عام، قبل أن يجري استئناسه ويصبح جزءا من أنماط الغذاء الحديثة حول العالم.
وتظهر المؤشرات العالمية أن الطلب على الأفوكادو يواصل التوسع، مع تقديرات ترفع حجم السوق إلى 19.6 مليار دولار في 2025، على أن يصل إلى 26.5 مليار دولار بحلول 2030 مدفوعا بالبحث عن الأغذية الغنية بالعناصر الصحية وتطور سلاسل التبريد، فيما لا تزال أميركا الشمالية أكبر كتلة استهلاكية، بينما تنمو آسيا والمحيط الهادي بوتيرة متسارعة.
وفي مستوى الإنتاج العالمي، تجاوز الناتج الإجمالي 10.5 ملايين طن عام 2023 مسجلا زيادة قوية خلال العقد الأخير، حيث حافظت المكسيك على مركزها الأول بأكثر من 2.9 مليون طن، تلتها كولومبيا والدومينيكان ثم البيرو وإندونيسيا، فيما برزت دول أخرى مثل كينيا والبرازيل وهاييتي وفيتنام وإسرائيل ضمن أكبر المنتجين.
أما في التجارة الدولية، فقد رسخت المكسيك هيمنتها بصادرات فاقت 3.1 مليارات دولار خلال 2023، بينما جاءت هولندا والبيرو وإسبانيا في المراتب التالية، واحتل المغرب المرتبة الثامنة بصادرات بلغت 152.7 مليون دولار، في وقت بقيت الولاياتالمتحدة أكبر مستورد عالمي تليها هولندا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا.