في نصف نهائي يحمل الكثير من الرمزية، لن يكون لقاء المغرب والإمارات في كأس العرب مجرد مباراة عابرة في روزنامة البطولة، بل سيحمل معه قصة لاعب عاد اسمه ليطفو على السطح، قادما من مدينة خريبكة، ليحمل قميص منتخب آخر ويقف، ربما، في مواجهة بلده الأم.
عصام فايز، الشاب الخريبكي الذي شدّ الأنظار في مباراة الجزائر، لم يكن اسما متداولا لدى الجمهور المغربي.
دخل بديلا، لكنه لعب وكأن الدقائق تُمنح له كي يثبت شيئا أكبر من مجرد موهبة. بدا كمن يبحث عن اعتراف ما، أو كمن يكتب سطره الخاص في دفتر البطولة.
منتخب الإمارات، الذي يضم بين صفوفه لاعبين من البرازيل وصربيا والأرجنتين وتونس، وجد في ابن خريبكة إضافة هادئة لكنها واثقة.
فايز تدرج في أولمبيك خريبكة، غادر مبكرا إلى عجمان، ثم حمل الجنسية الإماراتية وفتح صفحة جديدة. صفحة لم تمحُ تعلقه بفريق القلب، كما قال في تصريح تلفزيوني سابق: الوداد والرجاء كبيران، لكن القلب يحنّ لأولمبيك خريبكة.
في تصفيات كأس العالم 2026، جلس كثيرا في كرسي الاحتياط. وفي كأس العرب لعب ست دقائق فقط في الدور الأول، قبل أن يُمنح 74 دقيقة كاملة أمام الجزائر، دقائق كانت كافية لتذكير من لا يعرفه بأن مسار اللاعبين لا يُقاس بالشهرة، بل بلحظات الفرصة حين تأتي.
والاثنين المقبل، حين يدخل أسود الأطلس لمواجهة "الأبيض" الإماراتي، قد يجد فايز نفسه في وضع لا يناسب سوى كرة القدم: لاعب مغربي الهوى، إماراتيّ القميص، يقف وجها لوجه أمام المنتخب الذي نشأ وهو يشجعه.
مباراة قد تكون بالنسبة له أكثر من نصف نهائي... قد تكون اختبارا للقلب قبل القدم.