استخدمت الشرطة البلجيكية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق آلاف المزارعين الذين احتشدوا في العاصمة بروكسل، الخميس الماضي، بعد أن أغلقوا طرقا رئيسية باستخدام الجرارات وألقوا البطاطس والبيض، بالتزامن مع اجتماع قادة أوروبيين لبحث اتفاقية تجارية مثيرة للجدل مع دول في أميركا الجنوبية.
وتجمع المزارعون على متن جراراتهم بالقرب من مبنى أوروبا، احتجاجا على اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل "ميركوسور".
وأفادت تقارير إعلامية، بأن المظاهرة، التي بدأت سلمية، تطورت إلى مواجهات، إذ لجأت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، عقب قيام بعض المحتجين برشق قوات الأمن بالحجارة والبطاطس، إلى جانب تحطيم نوافذ في محيط المكان.
وتدخلت الشرطة بعد تصاعد حدة العنف، وسعت إلى توقيف عدد من المتظاهرين. وفي إحدى الوقائع، اندفع جرار باتجاه صف من قوات مكافحة الشغب، دون أن تظهر مؤشرات على وقوع إصابات. كما تعرّض بعض الصحفيين للاستهداف من قبل متظاهرين خلال الأحداث.
واحتج المزارعون على تراجع أسعار المحاصيل وارتفاع تكاليف الإنتاج، وأغلقوا طرقا رئيسية بالجرارات، وألقوا البطاطا والبيض في الشوارع تعبيرا عن غضبهم، فتحوّلت الشوارع إلى مشهد فوضوي.
وعندما حاول المزارعون تجاوز الحواجز الأمنية وإشعال الحرائق، اضطرت الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه للسيطرة على الوضع.
وتوصل المسؤولون الأوروبيون في دجنبر الماضي إلى اتفاقية مع دول ميركوسور الأربع: وهي الأرجنتينوالبرازيل والأوروغواي والباراغواي، لإنشاء منطقة تجارة حرة تُسهّل تبادل السلع والخدمات وتُخفّض الرسوم الجمركية بين الطرفين.
وتضمّ هذه المنطقة نحو 780 مليون مستهلك، وتمثّل قرابة ربع الاقتصاد العالمي.
وبالنسبة للفلاح الأوروبي، فإن الاتفاقية تعني دخول منتجات زراعية رخيصة تنافس المنتج المحلي، بحيث تُنتَج بمعايير بيئية أقل صرامة، وتضغط على أسعار محاصيلهم مثل القمح والبطاطس واللحوم.
وتقول المفوضية الأوروبية إن الاتفاقية ستضمن حماية حقوق المنتجات الأوروبية الأصلية في دول المركوسور وتمنع تقليدها، وستخفض الرسوم الجمركية على الشركات الأوروبية، مما يسهل التصدير والاستثمار هناك .
وكان من المفترض توقيع الاتفاق يوم أمس في البرازيل، لكنّ فرنسا وإيطاليا طلبت وقتا إضافيا لتأمين ضمانات وحماية مزارعيها قبل التوقيع.
وعقب هذه الاحتجاجات، قرر الاتحاد الأوروبي تأجيل إبرام اتفاقية تجارة حرة واسعة مع دول أميركا الجنوبية، إضافة إلى معارضة في اللحظات الأخيرة من كل من فرنسا وإيطاليا، مما هدد بتعطيل الاتفاق الذي يرى مؤيدوه أنه يحمل أهمية جيوسياسية كبيرة للطرفين.
وكان مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي يأملون في توقيع اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل السوق المشتركة لأميركا الجنوبية (ميركوسور) في البرازيل مع نهاية هذا الأسبوع، بعد مفاوضات استمرت 26 عاما.
غير أن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أعلنت أمس الجمعة -عقب قمة أوروبية اتسمت بالتوتر- أن التوقيع سيُرجأ لبضعة أسابيع إضافية، بهدف معالجة بعض القضايا العالقة مع الدول الأعضاء.
وحسب وكالة أسوشيتد برس، يقول خبراء إن هذا التأجيل قد يُضعف مصداقية الاتحاد الأوروبي التفاوضية عالميا، في ظل سعيه لبناء علاقات تجارية جديدة وسط التوترات التجارية مع الولاياتالمتحدة والصين. وبمجرد التصديق عليها، ستغطي الاتفاقية سوقا تضم 780 مليون نسمة وربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وستلغي تدريجيا الرسوم الجمركية على جميع السلع المتداولة تقريبا بين الكتلتين.
888 Hej Welt, spendet Geld für das Drittland Europa zerstörrt von der EU…. Symbol für EU-Krise 2025: Bauern kippen Kartoffeln in Brüssel auf die Straße – Verarmte Bürger raffen sie zusammen Unglaublich symbolträchtig: Belgische Bauern protestieren gegen das... pic.twitter.com/fhhgM8JEqx — Daniel Gugger 888 (@daniel_gugger) December 20, 2025