إنهاء مهام المينورسو

الظروف التي كنا نعيشها قبل أربعة عقود تقريبا كانت اكثر تعقيدا بخصوص ملف الصحراء، فقبل المسيرة الخضراء كنا خارج الإقليم ، وكانت اسبانيا تعتبر انها دخلت لارض خلاء، وكانت الأخطاء التي راكمها المغرب المتسم حينها بسياسة القمع الممنهج قد ساعدت الجزائر وليبيا على احتضان الوالي السيد ورفاقه الذين تطرفوا وأسسوا البوليساريو وبدأوا يطالبون بدويلة صحراوية، ومن دهاء الراحل الحسن الثاني انه اولا توجه الى محكمة لاهاي الدولية التي أصدرت قرارا ملتبسا ، وثانيا فتح المفاوضات مع الإسبان ووجد وسيلة الضغط الخطيرة وهي 350 الف مدني اعزل مستعد لمواجهة الجيش الإسباني، والاهم هي انه أبدى مرونة مرعبة بحيث قبل باقتسام الصحراء مع موريتانيا
لتحييدها وعزل الجزائر ووضع قدم وعلم يرفرف فوق العيون، والبقية معروفة.
محطات كبيرة عاشتها الصحراء بعد تحريرها من طرف المغرب: اشتعال الحرب مع البوليساريو بالنيابة عن الجزائر، ثم خروج موريتانيا من واد الذهب واسترجاعه من طرف الرباط، فقبول الحسن الثاني لمبدأ اجراء استفتاء،فوقف إطلاق النار سنة1991.
اهم محطة في العهد الجديد كانت هي اقتراح الحكم الذاتي، وكان اقتراحا جريئا الا ان الحسابات الجزائرية التي لا يلائمها حل قضية الصحراء، ضيعت هذه الفرصة، ودخلنا في متاهة اخرى استعملت فيها ورقة حقوق الانسان كسلاح ثقيل ضد المغرب الذي لا يزال لحد الان يواجه نيرانه. وقد اخرجت الجزائر بخبث ورقة توسيع صلاحيات المينورسو في الصحراء لتشمل حقوق الانسان، ولتنهي بذلك عمليا سلطة المغرب على أراضيه.
قاومنا ضغط أمريكا في هذا الشأن، وتحيز المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، وبان كيمون نفسه، ولكن المعركة لم تنته، فما هي الورق المتبقية للمغرب؟
رأي العبد لله هو إنهاء مهمة المينورسو في الصحراء ، لان هذه المهمة كانت تنحصر في مراقبة وقف إطلاق النار، وتجاوز هذا يعني الاستسلام للعدو، وعندما يفكر البعض في التصعيد ضد المغرب ، فآنذاك سيختبر على ارض الواقع ما معنى الاجماع الشعبي على صون الوحدة الترابية.